113

قيل له: لسنا نزعم أن الذي اختص به القرءان هو الفصاحة فقط ، حتى يلزمنا ما ذكرتموه ، وإنما نقول: إن الذي اختص به هو هذا النظم المخصوص ، والأسلوب المتميز ، واقعا في أعلى طبقات الفصاحة . وإذا كان هذا هكذا ، ولم يعرف للعرب قبله صلى الله عليه وآله وسلم هذا النظم المتميز عن غيره ، صح ما قلناه من أنه ابتدأ به على الغاية في معناه .

فإن قيل: إلى ماذا تشيرون بقولكم: هذا النظم المخصوص ، والأسلوب المتميز ، فإنا لا نعقل فيه أمرا زائدا على الكلام المعتاد ، ولم نعرف تميزا إلا بالفصاحة ؟

قيل له: نريد بذلك ما نعرفه ، ويعرفه كل متأمل كلام العرب ، لأن كلامهم أجمع لا يخلو:

من أن يكون موزونا .

أو غير موزون .

فالموزون تختلف أجناسه ، ويتميز قصيره عن رجزه ، وكل ذلك مما يعرفه أهله .

وما ليس بموزون منه ينقسم أربعة أقسام:

منها نظم الخطب وطريقتها .

ومنها نظم الترسل ومنهاجه .

Shafi 165