============================================================
المقالة الرابعة أيضا فان الحكمة هي التي تمنع الانسان عن اشياء كثيرة ممتا تهواه نفسه وتأمره باشياء كثيرة مما تكرهه النفس ، ثم وجدت الرسالة تفعل مثل هذا الفعل وذلك انها تأمر الانسان بالطاعات واستعمال الجوارح بالحمل على النفس وتنهاه عن المعاصي والاشياء اللذيذة المشتهاة فعلم انها كانت في نفس الحكمة اذ نحت نحوها في باب الاوامر والنواهي(1، ومن شأن الحكمة ان تزهد المرم في الدنيا وتريه استحالتها وتغيرها في احوالها وأزمانها المسعدة والمنحسة وترغبه في الاخرة وتريه شرفها وبقاءها وبقاء صورها وكثرة نعمها وبهجتها كذلك الرسالة تزهد الخلق في هذا العالم وترغبهم في دار البقاء وتقرر لديهم فضلها وشرفها على الفانية الزائلة . كما قال جل جلاله : بل توثرون الحيواة الدنيا *والآخرة خير وأبقى).
فاذا الرسالة توجب ما اوجبته الحكمة اذ وجوبها في نفس الحكمة وان لم يكن وجوب الرسالة في نفس الحكمة فلا وجوبها اذا في نفسها وليس من لا وجوبها بممكن ان تظهر شيئا من هذه الفضائل الي ظهرت بوجوبها في نفسها وهي اذا اعني الحكمة في نفسها وجوب عدم الفضائل وليس في نفس الحكمة الا ما يوجب وجوب الفضائل في نفس الرسالة فإذا وجوب الرسالة في نفس الحكمة ولا وجوبها الذي يعدم الفضائل في نفس الحكمة فان قال قائل : وما الفضائل الموجودة في نفس الرسالة؟ قيل له : ان كانت الحكمة هي التي أوجبت اظهار الاشخاص غير المتجزئة وعنايتها في الحي الناطق أو كد وأظهر من عنايتها في سائر الاشخاص الحيوانية41 والنباتية ، ثم غير ممكن ان يظهر هذا الحي الناطق لا من جهة الحكمة وقوتها وكان ثباته في هذا العالم بعد التكوين والظهور من جهة سياسة الرسل عن السنة الرسل كان وجوب الرسالة الى سياستها تثبيت البقاء للاشخاص في نفس الحكمة اذ ظهور الاشخاص من جهة التكوين لم يكن الا من قبل الحكمة وإبقاء الشيء بعد صنعته احق والقدرة فيه أوسع فإذا الرسالة في نفس الحكمة فإن جاز ان تقول ان وجوب الرسالة ليس في نفس الحكمة مع ظهور فضلها وشرفها وحفظها وسياستها للحي الناطق الذي هو الانسان جاز ان يقول قائل : ان وجوب الانسانية ايضا ليس في الحكمة مع ظاهر فضلها وشرفها وحفظها وسياستها للحيوان غير الناطق فلما امتنع
(1) سقطت في نسخةس (49 سقطت في نسخةس.
Shafi 143