84

Ithaf Zair

إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

Bincike

حسين محمد علي شكري

Mai Buga Littafi

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Lambar Fassara

الأولى

وقال: لا أبرح من مقامي هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت، وعاهدت الله أن لا أطأ بني قريظة أبدًا، ولا آوي في بلدٍ خنت الله ورسوله فيه أبدًا. قال ابن هشام: وأنزل الله في توبة أبي لبابة فيما قال سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن أبي قتادة. ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون﴾ . قال ابن إسحاق: فلما بلغ رسول الله ﷺ خبره -وكان قد استبطأه-. قال: «أما أنه لو كان جاءني لاستغفرت له، فأما إذا فعل ما فعل، فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه» . قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط: أن توبة أبي لبابة نزلت على رسول الله ﷺ وهو في بيت أم سلمة، فسمعت رسول الله ﷺ من السحر وهو يضحك. قالت ﵂: فقلت: مم تضحك يا رسول الله، أضحك الله سنك؟! قال ﷺ: «تيب على أبي لبابة»؛ قالت: فقلت: ألا أبشره يا رسول الله؟ قال: «بلى، إن شئت» . قال: فقامت على باب حجرتها، -وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت: يا أبا لبابة! أبشر، فقد تاب الله عليك. قالت: فبادر الناس إليه ليطلقوه. فقال: لا والله، حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذي يطلقني بيده، فلما مر خارجًا إلى صلاة الصبح أطلقه. قال ابن هشام: وأقام أبو لبابة مرتبطًا بالجذع ست ليال، تأتيه امرأته في كل وقت صلاة، فتحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، فيما حدثني بعض أهل العلم.

1 / 100