121

Ithaf Zair

إتحاف الزائر وإطراف المقيم للسائر في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم

Bincike

حسين محمد علي شكري

Mai Buga Littafi

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Lambar Fassara

الأولى

فلا تدعون جزعًا، وإن الله تعالى قد اختار لنبيه ﷺ ما عنده على ما عندكم، ما عندكم ينفد وما عند الله باق، وقبضه إلى ثوابه، وخلف فيكم كتابه، وسنة رسوله، فمن أخذ بهما عرف، ومن فرق بينهما أنكر، يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم، ولا يلفتنكم عن دينكم، وعاجلوا الشيطان بالخزي تعجلوه، ولا تستنظروه فيلحق بكم. ولما مات ﷺ قالوا: والله لا يدفن وما مات، وإن لحي يوحى إليه، فأخروه حتى أصبحوا من يوم الثلاثاء. وقال العباس ﵁: إنه قد مات، وإني لأعرف منه موت بني عبد المطلب، وكان قد قال أيضًا: إن ابن أخي قد مات لا شك، وهو من بني آدم يأسن كما تأسنون، فواروه. وكان مما زاد العباس ﵁ يقينًا بموته ﷺ، أنه رأى قبل ذلك بيسير، كأن القمر رفع من الأرض إلى السماء، فقصها على النبي ﷺ!! فقال ﷺ: «هو ابن أخيك» . وقال القاسم بن محمد: ما دفن رسول الله ﷺ حتى عرف الموت في أظفاره، ثم أخذ الناس في جهاز رسول الله ﷺ يوم الثلاثاء. وولي غسله وتكفينه العباس وعلي والفضل وقثم وأسامة وشقران رضوان الله عليهم، ونادى أوس بن خولي –أحد بني عوف بن الخزرج- فقال: أنشدك الله يا علي، وحظنا من رسول الله ﷺ، فقال: ادخل، فدخل وجلس وحضر غسله ﷺ. وغسله ﷺ علي والعباس، وابناه الفضل وقثم يقلبونه معه، وأسامة وشقران يصبان عليه الماء، وعلي يقول: بأبي أنت وأمي ما أطيبك حيًا وميتًا.

1 / 137