224

Ithaf al-wura fi ahbar Umm al-Qura

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Nau'ikan

قريش!! أما والذى نفس محمد بيده- ويقال: أما والذى نفسى بيده- لقد جئتكم بالذبح. فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع، حتى إن أشدهم فيه وطأة (1) قبل ذلك ليرفؤه (2) بأحسن ما يجد من القول، حتى إنه ليقول:

انصرف أبا القاسم راشدا، فو الله ما كنت جهولا.

فانصرف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى إذا كان من الغد اجتمعوا فى الحجر فقال بعضهم لبعض: ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه. فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فوثبوا إليه وثبة رجل واحد، فأحاطوا به يقولون له:

أنت الذى تقول كذا وكذا؟! لما يبلغهم من عيب آلهتهم ودينهم- فيقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): نعم أنا الذى أقول ذلك. فأخذ رجل منهم بمجمع ردائه، وقام أبو بكر يقيه ويبكى، ويقول: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله؟! ثم انصرفوا عنه.

وطاف النبى (صلى الله عليه وسلم) يوما ضحى، فلقيته قريش حين فرغ فأخذوا بمجامع ردائه فقالوا: أنت الذى تنهانا عما كان يعبد أباؤنا؟! فقال: أنا ذاك. فقام أبو بكر فالتزمه من ورائه، ثم قال أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله/ وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن

Shafi 226