215

Ithaf al-wura fi ahbar Umm al-Qura

اتحاف الورى في أخبار أم القرى

Nau'ikan

ابن مسعود فإنه مكث يسيرا ولم يدخل مكة ثم رجع إلى أرض الحبشة.

ويقال: إن النبى (صلى الله عليه وسلم) لما قرأ سورة والنجم فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى* ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان عندها كلمات حين ذكر الله تعالى آخر الطواغيت فقال: وإنهن الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لهى التى ترجى. وكان ذلك من سجع الشيطان وفتنته، فوقعت هاتان الكلمتان فى قلب كل مشرك بمكة، ودلت بها ألسنتهم، وتباشروا بها، وقالوا: إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول؛ دين قومه.

فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آخر والنجم سجد وسجد كل من حضر من مسلم أو مشرك، غير أن الوليد بن المغيرة- وكان شيخا كبيرا- رفع ملء كفيه ترابا فسجد عليه. فعجب الفريقان كلاهما من جماعتهم فى السجود بسجود رسول الله (صلى الله عليه وسلم)/، فأما المسلمون فقد عجبوا لسجود المشركين معهم على غير إيمان ولا يقين، ولم يكن المسلمون سمعوا الذى ألقى الشيطان على ألسنة المشركين.

وأما المشركون فاطمأنت نفوسهم إلى النبى (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه لما ألقى فى أمنية النبى (صلى الله عليه وسلم)، وحدثهم الشيطان أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد قرأها فى السجدة فسجدوا تعظيما لآلهتهم.

وفشت تلك الكلمة فى الناس فأظهرها الشيطان حتى بلغت أرض الحبشة ومن بها من المسلمين عنه، وحدث أن أهل مكة قد أسلموا كلهم، وصلوا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وبلغهم سجود الوليد بن

Shafi 217