Ithaf Akhissa
إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى
Editsa
د/ أحمد رمضان أحمد
Mai Buga Littafi
الهيئة المصرية العامة للكتب
Nau'ikan
الباب الثاني عشر
في ذكر ابتلائه ﷺ بذبح ولده ومن هو الذبيح، وعُمْر إسحاق ﵇، وكم كان عمر أبيه، وأمه حين ولد، وكرامة سارة، والخلاف المذكور في نبوتها ونبوة غيرها من النساء، وقصة يعقوب ﵇، وعمره وشيء من قصة ولده يوسف ﵇، وصفته ومدة سنه عند فراقه لأبيه يعقوب ومدة غيبته عنه ومدفنه وكم كان بينه وبين موسى ﵉، واعلم أن اللَّه ﷾ لما أكرم خليله ﷺ بتمام نعمه امتحنه فيما يسابق مشيئته في خليقته فأراه الكواكب فكان في ذلك محنة الدين واستخرج منه خالص التوحيد بقوله تعالى حكاية عنه: ﴿إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الأنعام: ٧٩]، ثم أثبت له الإيمان الحقيقي وأمر العباد باتباعه وسلوك سبيله ثم اصطفاه، واتخذه خليلا، ثم أثبت
له حسن الخلق، ومنحه الاعتدال، وأكمل له ذلك فلم يكن في عصره أكمل ولا أجمل منه وامتحنه في ذلك بالإحراق، وكان فيه من المسلمين الراضين فجعل النار عليه بردًا وسلامًا وألبسه ثوبًا من الجنة وزاده تشريفًا وتكريمًا، ثم تفضل عليه ومن باتساع النعمة في المال الصالح الموصل لنيل الدرجات في الدارين، واكتساب القربات به في العالمين، فانتهى أمره إلى أن لم يكن في زمانه أغنى، ولا أكثر، ولا أفضل منه ثم امتحنه بإرسال الملكين اللذين كانا نزلا عليه فسألاه
2 / 85