Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
أحدها أن هذا الذي ذكره موافق في المعني لما ذكره المجيب فإنه لا ريب أنه يجوز أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أمورا ويستغاث به في أشياء بل يجوز هذا في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال في أول الجواب أجمع المسلمون على أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع للخلق يوم القيامة بعد أن يسأله الناس ذلك وبعد أن يأذن الله له في الشفاعة ثم أهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفقت عليه الصحابة واستفاضت به السنن من أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته ويشفع أيضا لعموم الخلق وأجمعوا على أن الصحابة كانوا يستشفعون به ويتوسلون به في حياته بحضرته كما في حديث عمر رضي الله تعالى عنه اللهم إنا كنا نتوسل بنبينا فتسقينا
والذي ذكره عمر قد جاء مفسرا في سائر أحاديث الاستسقاء وهو من جنس الاستشفاع به وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة ويطلب من الله أن يقبل دعائه وشفاعته فينا وأن يقدم بين أيدينا شافعا وسائلا بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فقد بين أنه يجوز سؤاله والطلب منه وهو الاستغاثة ومعلوم أن هذا من جملة الأسباب التي تفعل على جهة التسبب مع التوكل على الله تعالى عز وجل لا يطلب من مخلوق شيء على جهة أنه مستقل بالقدرة والتأثير فإن الاستقلال من خصائص الرب جل وعلا
Shafi 389