Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
الثالث إن سوء العبارة ما حصل به سوء المعتبر ومن جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الناس ما يطلبونه من الله تعالى فقد آذى الرسول صلى الله عليه وسلم وأساء في حقه وسلط عليه العامة على اختلاف أغراضهم هذا يطلب منه إنزال المطر وهذا يطلب منه غفران الذنوب وهذا يطلب منه النصر على الأعداء وهذا يطلب منه أن يتزوج وهذا يطلب منه الولد وهذا يطلب منه المعيشة وهذا يطلب منه الملك وهذا يطلب منه الولاية وهذا يطلب منه جارية حسناء وهذا يطلب منه قضاء دينه وهذا يطلب منه سكباجا وهذا يشتكي إليه ظهور البدع وهذا يشتكي إليه ما يظن أنه من البدع فنزلوا المخلوق منزلة الإله وطلبوا منه من جلب المنافع ودفع المضار ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول «من لا يسألنا أحب إلينا ممن سألنا» وكانوا يسألونه ما يقدر عليه فكيف إذا طلبوا منه ما لا يقدر عليه مخلوق
وفي الجملة فمطالب الناس لا تنضبط في خيرها وشرها وقلتها وكثرتها فمن سلط الناس على الرسول صلى الله عليه وسلم يطلبون هذا كله منه فهو من أعظم الناس إساءة إليه وإن كان لا يقصد ذلك لكن عبارته أفهمته فهي من أسوأ العبارات
Shafi 646