Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
وتارة يرى أنه ليس له دعاء مستجاب ولا شفاعة مقبولة وأن طاعته لا تنفع ومعصيته لا تضر ونحو ذلك فهذا كفر صريح من أراده حكم بردته وكفره
لكن اللفظ المجمل إذا صدر ممن علم إيمانه لم يحمل على الكفر بلا قرينة ولا دلالة فكيف إذا كانت القرينة تصرفه إلى المنع الصحيح
وأما المثال الثاني فلا يشبه ما نحن فيه فإن قوله تعالى {وهو السميع العليم} إثبات لهذه الصفة ومن الناس من يقول ليس في الآية حصر ومن قال فيها حصر قال المحصور كمال هذه الصفة وليس ذلك إلا لله فإذا قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمع ولا يعلم لم يفهم من هذا اللفظ نفي ما يختص به الرب سبحانه وتعالى ولا عموم النفي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره ومعلوم أن الملائكة والإنس والجن والبهائم تسمع وتعلم فإن الله تعالى قال {وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله} الآية وذكر النبي صلى الله عليه وسلم الكلب المعلم
ومن أطلق على النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يسمع ولا يعلم فظاهر هذا اللفظ نفي ذلك عنه وهو كذب ظاهر
Shafi 640