286

Littafin Istigatat

كتاب الاستغاثة

للإنسان أن لا يسأل أحدا إلا الله تعالى كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم طائفة من أصحابه بذلك وهو نهي تحريم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى وغير ذلك وهو أيضا نهي تحريم إذا طلب من المخلوق تمام مطلوبه فإن مطلوبه لا يقدر عليه إلا الله وإنما يقدر المخلوق على بعض أسباب مخلوقه وبهذا وجب على العبد أن لا يتوكل إلى على الله تعالى فإنه لا يقدر غير الله على حصول مطلوبه إذ مطلوبه وإن كان له أسباب فالمخلوق المعين إنما يقدر على بعض أسبابة ثم ذلك المخلوق لا يفعل شيئا إلا بمشيئة الله تعالى وقدرته

الخامس قوله وأما قول هذا المبتدع لا يستغاث بالرسول فإنه كفر إلى آخره

فيقال له أولا ليس هذا قوله فإنه لا ينفي عنه أن يستغاث به فيما يليق بمنصبه بل قد صرح بجواز ذلك أيضا فإنه لا يخص الرسول بالذكر ولا بل إنما قيل هذا على سبيل العموم وهو أنه لا يستغاث بميت أصلا لا الرسول ولا غيره ولا يستغاث بمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق

ويقال ثانية دعواك أن هذا التخصيص كفر أحق بأن يكون كفرا بل يقال لك لا نسلم أنه باطل فضلا عن أن يكون كفرا وهذا عند التخصيص إذا قال لا يستغاث به بعد موته ونحو ذلك بمنزلة أن يقال لا يسأل ولا يدعى بعد موته أو لا يصلى على الرسول عند الذبح أولا تجب الصلاة على الرسول في الصلاة ونحو ذلك من العبارات النافية عن الرسول

Shafi 614