Littafin Istigatat
كتاب الاستغاثة
فبين أن خلته للمخلوقين منتفية عن كل أحد حتى عن الصديق وهو أحقهم بها لو كانت ممكنة ولو خص بالذكر لفظا في سياق يفهم منه العموم كان حسنا كقوله تعالى {ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا}
وكذلك إذا كان سبب التخصيص حاجة المستمع إما لسؤاله عن ذلك وإما لحاجته إليه كقوله تعالى {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله} وقوله {ما المسيح ابن مريم إلا رسول} فإن الحاجة داعية إلى ذكر المسيح لوقوع النزاع فيه فلو تنازع اثنان هل يخص النبي صلى الله عليه وسلم بالحلف به دون سائر الأنبياء فقال أحدهما لا يحلف به لم يكن هذا تنقيصا بل هذا قول الجمهور وهو الصواب وكذلك إذا تنازع اثنان هل يخص بالاستغاثة به أو بالإقسام على الله به بعد موته فقال أحدهما لا يستغاث ولا يقسم به فإن هذا ليس من خصائصه لكان من هذا الباب
Shafi 598