238

Littafin Istigatat

كتاب الاستغاثة

فطائفة من هؤلاء يصلون إلى الميت ويدعو أحدهم الميت فيقول اغفر لي وارحمني ونحو ذلك ويسجد لقبره

ومنهم من يستقبل القبر ويصلي إليه مستدبرا الكعبة ويقول القبر قبلة الخاصة والكعبة قبلة العامة وهذا يقوله من هو أكثر الناس عبادة وزهدا وهو شيخ متبوع ولعله أمثل أتباع شيخه يقوله في شيخه

وآخر من أعيان الشيوخ المتبوعين أصحاب الصدق والاجتهاد في العبادة والزهد يأمر المريد أو ما يتوب أن يذهب إلى قبر الشيخ فيعكف عليه عكوف أهل التماثيل

وجمهور هؤلاء المشركين بالقبور يجدون عند عبادة القبور من الرقة والخشوع والدعاء وحضور القلب ما لا يجده أحدهم في مساجد الله تعالى التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه

وآخرون يحجون إلى القبور وطائفة صنفوا كتبا وسموها مناسك حج المشاهد كما صنف أبو عبد الله محمد بن النعمان الملقب بالمفيد أحد شيوخ الإمامية كتابا في ذلك وذكر فيه من الحكايات المكذوبة على أهل البيت ما لا يخفى كذبة على من له معرفة بالنقل

وآخرون يسافرون إلى قبور المشايخ وإن لم يسموا ذلك منسكا وحجا فالمعنى واحد ومن هؤلاء من يقول وحق النبي الذي تحج إليه المطايا فجعل الحج إلى النبي لا إلى بيت الله عز وجل

Shafi 560