الاستلحاق باسم آخر قال: "وكتاب آخر في أوهام كتاب الصحابة المذكورة" (^١١٧)، وذكره ابن عميرة الضبي باسم"التنبيه على أوهام أبي عمر" (^١١٨).
ومستدرك ابن فتحون من أشهر المستدركات وأطولها، فقد ذكره ابن حجر قائلا عند كلامه على الاستيعاب، وذكر ذيوله (ذيل عليه أبو بكر ابن فتحون ذيلا حافلا) (^١١٩)، وقال في موضع آخر: (أن عدد من ترجم لهم ابن عبد البر في كتابه ثلاثة آلاف وخمسمائة، وأنه استدرك عليه ممن هو على شرطه قريبا من ذلك العدد) (^١٢٠)، ومستدرك ابن فتحون مما لم يسلم من غوائل الدهر، ويبدو أن ابن حجر كان يمتلك نسخة من الكتاب قال: (ثم وجدت في نسخة من كتاب ابن فتحون، وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة). وإذا كانت إصابة ابن حجر حافلة بالنقول عن مستدرك ابن فتحون، فإنه غالبا ما يختصر النقل عنه، أو يقتصر بالإحالة على اسمه فقط، ولعل أحفل كتاب نقل عنه واحتفظ لنا بالنصوص كاملة عن ابن فتحون هو جامع الرعيني الأندلسي حيث وصلت نقول ابن فتحون في كتابه ١٠٦٩ نقل، هذا الكتاب الذي لم يتأت لابن حجر نفسه أن يطلع عليه، وهو جد غني في تراجم الصحابة، بل وزاد زيادات عليها، ولم ينقل منه ابن الأثير في أسده، ولا الذهبي في تجريده. وقد علم الرعيني في جامعه نقله عن ابن فتحون بعلامة (فت).
ويعتبر الرعيني الأندلسي من المكثرين في النقل عنه حيث بلغت مجموع النقول ستة وتسعون وألف نقل، نقل عنه تارة مفردا وذلك في إحدى وسبعمائة موضع، فيما نقل عنه مشتركا مع غيره في خمسة وتسعين وثلاثمائة موضع:
_________
(^١١٧) ابن بشكوال: الصلة ٣/ ٨٤٠.
(^١١٨) الضبي: بغية الملتمس ص:٦٣.
(^١١٩) ابن حجر: الإصابة ١/ ٣.
(^١٢٠) ابن حجر: الإصابة ١/ ٤.
1 / 58