Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

Hasan Ismail Abdel Razeq d. 1429 AH
153

Issues of Rhetoric and Criticism by Abd al-Qahir al-Jurjani

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

Nau'ikan

فقال: يا رسول الله: إني أبدع بي فاحملني، أي انقطع بي لكلال راحلتي .. كأنه قد جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليها من عادة السير إبداعًا، أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها" (١). وبعد: فقد رأيت أن كلمة البديع في اللغة العربية قد دارت حول معنى واحد هو: الجديد والمحدث، والمخترع. ومن هنا تستطيع أن تعرف سر تسمية هذا العلم الذي عرفه المتأخرون بأنه علم "يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رماية تطبيقه على مقتضى الحال، ووضوح الدلالة على المعنى المراد (٢). كما أنه يمكنك أيضًا - أن تضع يديك على نقطة البداية التي منها عرف "البديع" طريقه إلى أن يكون موضع قبول واستحسان، أو رد واسترذال حتى صنفت في فنونه كتب الأدب والنقد، ومن بعدها كتب البلاغة فحسب، حتى صار علمًا إله خصائصه ومميزاته: ولم يكن هذا المصطلح معروفًا في العصر الجاهلي، أو في صدر الإسلام، وإنما كان وليد فترة أغرم فيها المحدثون بتتبع فنون البديع في الشعر العربي والنسج على منوالها، فأكثروا من هذه الفنون في أشعارهم حتى سموها باسم (البديع)، وذلك في القرنين الثاني والثالث الهجريين.

(١) لسان العرب: مادة (بدع). (٢) الإيضاح للخطيب القزويني صـ ٢٤٣.

1 / 150