491

Islamic Call During the Meccan Era: Its Methods and Aims

الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها

Mai Buga Littafi

دار القلم

Bugun

الثالثة

Nau'ikan

إننا إذا وقفنا قليلا عند هاتين الآيتين، فإننا نجد أن الآية الأولى تنفي وقوع الارتياب من عاقل على فرض أن رسول الله ﷺ كان يقرأ ويكتب ذلك؛ لأن معاني القرآن الكريم ومفاهيم الدعوة آيات بينات في صدور أهل العلم١، وقد جعل الله لها من قبل علامات وبشائر، وهي فيما تدعو إليه إنما تتفق مع مطالب الفطرة وتتلاءم مع العقل السليم. يقول أكثم بن صيفي:
إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق الناس حسنا٢.
وقد استدل هرقل على صدق الدعوة بحال الداعية يقول:
فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله٣ وكذلك النجاشي قالها مؤمنا:
إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة٤.
وقالتها السيدة خديجة راضية مرضية.
وقالها أبو سفيان رغم أنفه٥.
ولهذا يركز القرآن الكريم على أن استيعاب حال الداعية كدليل على صدق النبوة يقول الله تعالى:
﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ،

١ الإسلام والعقل ص١٣٢.
٢ التفكير الفلسفي في الإسلام ص٣٠.
٣ فتح الباري ج١ ص٣٩.
٤ فقه السيرة ص١٢٠ في هذا النص، تعبيرات شتى، راجع الكامل في التاريخ ج٢ ص٨١، السيرة لابن هشام ج١ ص٣٣٧.
٥ راجع مقدمة ابن خلدون ج١ ص٣٤٨.

1 / 484