Musuluncin Zayd Ibn Haritha
إسلام زيد بن حارثة وغيره من أحاديث الشيوخ
Editsa
محمد صباح منصور
Mai Buga Littafi
دار البشائر الإسلامية
Bugun
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Inda aka buga
بيروت
Nau'ikan
Zantukan zamani
ثُمَّ قُبِضَ ﷺ فَكَانَ فِيمَنْ غَسَّلَهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأُسَامَةُ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ، فَلَمَّا دُفِنَ ﵇، قَالَ عُمَرُ لأَبِي بَكْرٍ: مَا تَرَى فِي لِوَاءِ أُسَامَةَ؟ قَالَ: مَا أُحِلُّ عَقْدًا عَقَدَهُ النَّبِيُّ ﷺ وَلا يَحِلُّ مِنْ عَسْكَرِهِ رَجُلٌ إِلا أَنْ يَكُونَ أَنْتَ يَا عُمَرُ، وَلَوْلا حَاجَتِي إِلَى مَشُورَتِكَ لَمَا حَلَلْتُكَ مِنْ عَسْكَرِهِ، يَا أُسَامَةُ، عَلَيْكَ بِالْمِيَاهِ، يَعْنِي: الْبَوَادِي.
وَكَانَ يَمُرُّ بِالْبَوَادِي فَيَنْظُرُوا إِلَى جَيْشِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَيَثْبُتُوا عَلَى أَدْيَانِهِمْ إِلَى أَنْ صَارَ إِلَى عَشِيرَتِهِ كَلْبٌ، فَكَانَتْ تَحْتَ لِوَائِهِ، إِلَى أَنْ قَدِمَ الشَّامَ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: اخْتَرْ لَكَ مَنْزِلا فَاخْتَارَ الْمَزَّةَ، وَاقْتَطَعَ بِهَا هُوَ وَعَشِيرَتُهُ.
وَقَدْ قَالَ الشَّاعِرُ، وَهُوَ أَعْوَرُ كَلْبٍ:
إِذَا ذُكِرْتَ أَرْضٌ لِقَوْمٍ بِنِعْمَةٍ ... فَبَلْدَةُ قَوْمِي تَزْدَهِي وَتَطِيبُ
بِهَا الدِّينُ وَالأَفْضَالُ وَالْخَيْرُ وَالنَّدَى ... فَمَنْ يَنْتَجِعْهَا لِلرَّشَادِ يُصِيبُ
وَمَنْ يَنْتَجِعْ أَرْضًا سِوَاهَا فَإِنَّهُ ... سَيَنْدَمُ يَوْمًا بَعْدَهَا وَيَخِيبُ
تَأْتِى لَهَا خَالِي أُسَامَةُ مَنْزِلا ... وَكَانَ لِخَيْرِ الْعَالَمِينَ حَبِيبُ
حَبِيبُ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنُ رَدِيفِهِ ... لَهُ أُلْفَةٌ مَعْرُوفَةٌ وَنَصِيبُ
فَأَسْكَنَهَا كَلْبًا فَأَضْحَتْ بِبَلْدَةٍ ... لَهَا مَنْزِلٌ رَحْبُ الْجَنَابِ خَصِيبُ
فَنِصْفٌ عَلَى بُرٍّ وَشِيحٍ وَنُزْهَةٌ ... وَنِصْفٌ عَلَى بَحْرٍ أَغَرُّ رَطِيبُ
ثُمَّ إِنَّ أُسَامَةَ خَرَجَ إِلَى وَادِي الْقُرَى إِلَى ضَيْعَةٍ لَهُ فَتُوُفِّيَ بِهَا،
1 / 142