Musulunci a Karni na Ashirin: Yanayinsa da Makomarsa
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Nau'ikan
ولا ينسين المسلمون أنهم مجموعة من أمم العالم، فإن العالم لا ينسى هذه الحقيقة، ولا يزال يذكرها ويتذاكرها، ويرتب عليها ما يرتبه من الخطط والمواقف بإزائها.
وعصر المجاميع غير عصر الجامعات، أو هكذا تتمثل لنا المجاميع والجامعات باصطلاح الزمن مع التقارب بينها في مادة اللغة العربية، فالمجموعة قائمة سواء أرادها أصحابها أو لم يريدوها، والجامعة لا تقوم إلا إذا أريدت لغرض مقصود، وغالبا ما يكون هذا الغرض وحدة في الحكم أو في السياسة أو في مشروع من مشروعات المحالفة والمعاهدة.
والإسلام شاء أو لم يشأ مجموعة بين مجاميع الأمم الكبرى في القرن العشرين، وليست مجاميع الأمم مقصورة على الكتلة الشرقية التي يتزعمها الروس، أو الكتلة الغربية التي يتزعمها الأمريكيون والإنجليز، ولكنها أكثر من ذلك، وأحق أن تعرف جميعا أو يعرف بعضها على سبيل التمثيل، ثم يقاس عليه.
فالمجموعة الشرقية والمجموعة الغربية معا تتخللهما مجموعة واحدة يمكن أن تسمى بمجموعة الكنيسة الرومانية، ويظهر موقف المجاميع في هذا العصر من موقف الكنيسة الرومانية بين الكتلتين.
إن الكتلة الغربية يقودها إنجيليون، والكتلة الشرقية يقودها أناس يقضون على الكنيسة الروسية الكبرى، ومن هنا يتميز موقف الكنيسة الرومانية، وتحرص على بقاء أتباعها من أمم العالم على حدة في الشئون الروحية، ومن هنا أيضا تظهر في أمريكا الجنوبية وفي أوروبا الوسطى وأوروبا الغربية برامج في السياسة لا تنضوي كل الانضواء إلى الكتلتين، ولا تنفصل عنهما كل الانفصال.
ومجموعة الأمم الإسلامية مقصودة، ولا بد أن تقصد، بخطة واحدة في بعض الأحوال.
فإذا غفلت عن هذا الأمر الواقع أصابها ما يصيب كل غافل عن الأمر الواقع، ولكنها لا تتنبه له بداهة لتجتمع على عدوان في الاستغلال أو على عدوان في التبشير، وإنما تتنبه له لتدفع العدوان من هذه الجوانب كافة، وتجعل لها صوتا مسموعا في كل سياسة تصاب بها على سوء النية أو حسنها، وتربأ بنفسها أن تكون بحيث كانت تيم في رأي الشاعر:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ولا يستأمرون وهم شهود
ومتى استطاعت هذه المجموعة العالمية أن تسهم في أمانة «الإنسانية» وأن تعطيها من عندها، ولا تعيش عالة عليها، وأن تؤدي رسالتها للحضارة والسلام، وأن تفرض وجودها على من يهملونها، ولا يحسبون حسابها، فذلك حق الإسلام منها، وحقها هي من الإسلام.
Shafi da ba'a sani ba