Musulunci a Karni na Ashirin: Yanayinsa da Makomarsa
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Nau'ikan
بل خذ مصر وحدها تعلم أن الجهود الثقافية فيها تكاد تنحصر في القاهرة، ولا تتعداها إلى سائر المدن الموزعة بين الأقاليم، فالإسكندرية خلو من مكتبة عربية كبيرة، ودع عنك طنطا والمنصورة وأسيوط وأسوان، ويرجع هذا إلى قيام الأفراد بالطبع والنشر دون الشركات الواسعة النطاق، فإن الشركة تستطيع أن تسير الباعة في الأقاليم مرة كل أسبوع أو مرة كل شهر لتوزيع الألوف المطلوبة من الكتب هناك، ولكن الفرد الواحد لا يستطيع أن يدير مكتبة في البلدة الصغيرة من أجل عشرين نسخة من كل كتاب جديد لا يدري متى يكون صدوره، ولا من يتولى إصداره، وهل هو صاحب المكتبة التي يعاملها أو هو صاحب مكتبة غيرها، وقس على ما تقدم سائر المصاعب والعراقيل.
وخلاصة الرأي: أن إحياء التراث الإسلامي إنما يتأتى بأعمال ثلاثة هي: (1)
إظهار ذلك التراث. (2)
تنشيط الرغبة فيه بتحويله إلى مجرى الحياة الحاضرة وتقريبه من شواغل الأذهان والنفوس في الزمن الحديث. (3)
تنظيم النشر والتوزيع على أيدي جماعات قوية يتسنى لها ما ليس يتسنى للأفراد من توحيد المعاملة، وتوسيعها بين الجهات المتنائية والحكومات المتباينة، وسيكون هذا العمل العظيم مفيدا للقائمين به ولأبناء الأمم العربية كافة، أيا كان معنى الفائدة الذي نتوخاه.
الفصل الخامس عشر
الغد
والغد غيب مجهول.
ولا حاجة بنا إلى التنجيم عن حوادثه وصروفه، فإنه بأية حال لن يخلو من الحوادث والصروف، ولن تخلو حوادثه وصروفه من سلم وحرب، ونصر وهزيمة، ودول تعلو ودول تهبط، وعلاقات تتصل وعلاقات تنفصل، وصداقة تنقلب إلى عداوة، وعداوة تنقلب إلى صداقة، وتكرار على نسق الماضي وبدع جديد كأنه من الماضي المتكرر، فما خلا زمن قط من بدع جديد.
إنما نحن آمنون إذا واجهنا الغد المجهول بعدته، وإنما نحن مستعدون له بخير ما نستطيع إذا خرجنا من الماضي الطويل بعبرته الوافية، وعبرته الوافية أن العقائد أثبت من السياسات، وأن الأمم أثبت من الدول، وأن الجاهل أعدى لأمته من أعدى أعدائها، وما نكب الإسلام قط من حرب صليبية أو من حرب استعمار كما نكب من أبنائه الجهلاء.
Shafi da ba'a sani ba