Islam a Habasha
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
Nau'ikan
هذه الأسر المنكودة الحظ ملزمة بأن تقوم بكل ما يحتاج إليه هؤلاء الجنود في حياتهم، هم ومن يعولون، أي إنها تقوم بحرث الأراضي وزرعها وتربية المواشي لحساب أسيادها الجنود، ولا يجوز لها أن تزاول من الأعمال إلا ما يوافق رغبتهم، كما أنه محظور قطعيا على أفراد هذه الأسر البائسة أن يفروا من الأماكن التي يعيشون فيها، أو أن يتركوا خدمة من كلفوا بخدمته من الجنود، وإذا فر أحدهم ولم يعثر عليه، وجب على أهله أن يأتوا بمن يقوم مقامه في الخدمة الملزم بها.
الجيوش الخاصة ضمن الجيش العام
جاء في جريدة «الأهرام» الغراء في العدد الصادر في يوم الإثنين 8 شعبان سنة 1354ه/4 نوفمبر سنة 1935، بهذا العنوان تلغراف من مراسلها الخاص في «أديس أبابا» هذا نصه:
وهناك ظاهرة أخرى مدهشة، وهي الجيوش الخاصة ضمن الجيش العام، مثال ذلك: بين الخمسة والعشرين ألف مقاتل من رجال القبائل المعسكرة خارج «أديس أبابا» مئات من زعماء الإقطاعيات، ولكل منهم جيشه الخاص وأتباعه وعبيده.
هذا التلغراف يبين لنا حقيقة الحال، وهي أن الأسر الموزعة هي وأراضيها على الجنود تقوم معهم عند نشوب القتال بصفتها جنود خاصة، لحماية سيدها. مثال ذلك: مسلمو «لمو» يلتحقون بفرقة تسمى «الورواري» أي رماة الأسهم، ومسلمو «جالا أروسي» يلتحقون بحملة البنادق وهم «ألاي طابنجه أياج»، وقس على ذلك.
ومما تقدم نستخلص أن سكان الأقاليم التي انتزعتها الحبشة من المسلمين، والذين يبلغ عددهم أكثر من نصف السكان في هذه الأيام، هم في حالة يرثى لها من الظلم، تعيد لنا ذكرى حالة عبيد السخرة في القرون الوسطى، إن لم تكن أسوأ منها.
تقسيم سكان الحبشة في نظر رحالة سويسري
لقد قسم سكان الحبشة الرحالة السويسري «الدكتور جورج مونتندن
Gorge Montndon » في بحثه القيم حول النخاسة في الحبشة، الذي قدمه إلى جامعة الأمم عام 1342ه/1923م، فقد قال في الصفحة 14 منه ما يأتي تعريبه:
إن موظفي الحكومة الكسالى وغيرهم من الجنود، هم عالة على الصوماليين والدناكل وأهل «هرر»، وخصوصا على أهالي «جالا»، فإنهم يستخدمون العبيد المقيمين في «كفا» و«جما» و«ميجي»، وهم من الفصيلة الزنجية.
Shafi da ba'a sani ba