وقال العلماء: في قول الله ﷿: ﴿ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة﴾: في توجيه السمع ثلاثة أقوال: «أحدها أن السمع في الأصل مصدر سميت به الجارحة فوحد كما يوحد المصدر كقولك: حديثكم يعجبني، وعلم إخوتك ينفعني وما أشبه ذلك».
والآخر أن يكون المعنى ختم الله على مواضع سمعهم فحذف المواضع ودل السمع عليها لأن المضاف قد يقوم مقام المضاف إليه في مثل قولهم صلى المسجد، وهم يريدون أهل المسجد، واجتمعت اليمامة أي أهل اليمامة، وما أشبه ذلك.
ويقال: إنه لما أضاف السمع إلى الجماعة دل على أنه يراد به أسماع الجماعة كما قال الشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب
إما يريد جلودها فوحد لأنه قد علم أنه لا يكون للجماعة جلد واحد.
وقال آخر في مثله:
لا تنكر القتل وقد سبينا ... في حلقكم عظم وقد شجينا
1 / 77