Ishtiqaq
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Nau'ikan
والعائف والقائف والزاجر نوع من ذلك إلا أنه أحمد من الكهانة ، وذلك أن الكاهن كان بمنزلة الحاكم ، وقد كان من الكهان من يعبد الأصنام ، فأما العائف فهو الذي يعيف الطير ويزجرها ، ويعتبر بأساميها ، وأصواتها ، ومساقطها ومجاريها ، فإذا / سمع صوت طير ، أو جرى عن يمينه إلى شماله ، أو عن شماله إلى يمينه130أ قضى في ذلك بخير أو شر في الأمر الذي يريد أن يفعله فاجتنبه ، يقال : عاف يعيف إذا فعل ذلك ، ومعنى عاف أي امتنع ، وتجنب ، يقال : عافت الإبل الماء إذا لم تشربه ، وكانوا إذا رأوا غرابا قضوا بالغربة ، وإذا رأوا عقابا ، قالوا : عقوبة ، وقالوا للغراب غراب البين ؛ لأنهم كانوا يتطيرون من اسمه ، ويقضون به للبين ، والبين الغربة ، وقال قوم سمي غراب البين ؛ لأنه يقع في الديار إثر الظاعنين ، وكانوا يسمونه خاتما ؛ لأنه يختم بالشر ، وقيل سمي غراب البين لبينه عن نوح حين أرسله ليأتيه بخبر الطوفان 0 والزاجر مثل العائف ، فإذا رأى شيئا كرهه ، رجع عن أمر يريد أن يسرع فيه ، أو حاجة ، والزاجر معناه الناهي ، وكأن الطير قد زجره عن ذلك الفعل ، ويكون الزاجر معناه إذا رأى شيئا كرهه صاح بها وطردها ، فكان طرده إياها زجرا لها ، وتنسب الطيرة إلى الطير من ذلك ، فقالوا تطير ويتطير ، أي استدل بالطير ، والفأل هو أن يكون مريضا فيسمع : يا سالم ، أو باغيا ، فيسمع : يا واجد ، وكان / ابن سيرين يكره الطيرة ، ويحب الفأل ، يقال : فلان يتفاءل ، كما يقال : 130 ب يتطير ، إلا أنهم صرفوا معنى الفأل إلى الخير ، والطيرة إلى الشر ، فهو يتطير من شر يكرهه ، ويتفاءل بشيء يحبه ، والفأل مأخوذ من الفيال ، والفيال لعبة كانت العرب تلعبها ، يتقامرون بها ، كانوا يأخذون الدراهم ، فيخلطونها بالتراب ، ثم يجمعونه طويلا ، ويقسمونه نصفين ، ويتقارعون عليه ، فمن أصابته القرعة اختار من القسمين قسما ، فيقال هو يلعب بالفأل ، قال الشاعر (¬1) : " من الطويل "
كما قسم الترب المفايل باليد
Shafi 265