132

Ishaca

الإشاعة لأشراط الساعة

Mai Buga Littafi

دار المنهاج للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

الثالثة

Shekarar Bugawa

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

Inda aka buga

جدة - المملكة العربية السعودية

Nau'ikan

لهم حقهم، فأحبهم بحب رسول الله ﷺ ولم يهلك مع الهالكين، والعياذ بالله تعالى.
فائِدَة
قد تُفهم الإشارةُ إلى مدح الخلفاء الراشدين وأهل الشورى، وذم من بعدهم والباغين عليهم من الآيات التي في سورة الشورى بعد قوله تعالى: ﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾.
فقوله: ﴿لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ إشارة إلى الصديق ﵁.
أما إيمانه: فيشهد له قوله ﷺ: "لو وُزِنَ إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم إيمان أبي بكر".
وأما توكله: فيشهد له قوله ﷺ: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، أبو بكر منهم". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يرقون ولا يسترقون، ولا يكوون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ﴾ إشارةٌ إلى عمر ﵁.
أما تركه للفواحش: فيشهد له حديث: "ما سَلكتَ فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غير فجك".
وأما مغفرته عند الغضب: فيدل له حديث عيينة بن حصن لما دخل عليه، فقال: هيه يا بن الخطاب؛ فوالله إنك لا تعطينا الجزل، ولا تقسم فينا بالعدل. فغضب عمر ﵁ حتى همّ أن يُوقع به.
فقال ابن أخيه حُرُّ بن قيس: يا أمير المؤمنين؛ إن الله تعالى يقول: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾، وهذا من الجاهلين. فوالله ما تعداها عمر حين سمعها، وكان وَقافًا عند كتاب الله ﵁.
وقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ إشارةٌ إلى أصحاب الشورى، ومنهم عثمان وعليّ ﵃.

1 / 137