Haske akan Fitila
الإصباح على المصباح
Nau'ikan
وروى الحاكم عنه : ((لكل أمة يهود فيهود هذه الأمة المرجئة)) إلى غير ذلك، ولكن اختلف في مسماه وموضوعه، فالأصحاب بنوا على ما ذكرناه، وإن كانوا يقولون الإرجاء الحقيقي مذهب الواقفة، منهم الذين لا يقطعون بشيء قيل: لأن الإرجاء التردد.
وقال الفقيه حميد في العمدة: لأنه الوقف والشك.
قال الإمام عزالدين -عليه السلام-: قلت: بل التحقيق أن الإرجاء هو التأخير ومنه قوله تعالى: {ترجي من تشاء منهن}[الأحزاب:51] قال الجوهري: أرجأت الأمر أخرته.
ومنه: {وآخرون مرجون لأمر الله}[التوبة:106] أي مؤخرون حتى ينزل الله فيهم ما يريد ومنه سميت المرجئة.
قلت: ويكون وجه التسمية تأخيرهم القطع بالعقوبة والتخليد، والله أعلم.
وطوائف المخالفين يتبرؤن من هذا الاسم ويقولون: الإرجاء المذموم قائلوه هو مذهب من زعم أن الإيمان قول بلا عمل، لما روي عنه وقد سئل عن المرجئة فقال: ((يقولون الإيمان قول بلا عمل)) ويقولون فيما يحكم الأصحاب عليه أنه الإرجاء الحقيقي هو الرجاء، انتهى.
وقد نص على الحديث القاسم -عليه السلام- والمرتضى ذكر في حقيقته ذلك ولفظه: وسألت عن المرجئي من هو؟ والمرجئي من زعم أن الإيمان قول بلا عمل، وإنما سمي مرجئا؛ لأنه أرجأ الحق، ومعنى أرجأ الحق تركه، وهو من الحقائق الدينية التي نص القاسم -عليه السلام- أنها لا تكون إلا عن الله.
واعلم: أن من المرجئة من قطع على أن الفساق لا يدخلون النار، وهم الكرامية والخراسانية ومقاتل بن سليمان كما قالوا بذلك في أهل الشرك.
ومنهم من قطع بدخولهم وخروجهم، وهم بشر المريسي ومن قال بقوله.
ومنهم من قال: يستحق الفاسق العقوبة الدائمة، إلا أنه يجوز أن يعفوا الله عمن شاء منهم وإذا عفى عن البعض عفى عن الكل، وإلا أدى إلى المحاباة وهي لا تجوز على الله تعالى، وهذا قول محمد بن شبيب من المعتزلة ومن قال بقوله.
Shafi 93