كانوا نجوم الاهتداء وأئمة الاقتداء، وهم الواسطة بيننا وبين رسول الله ﷺ، حفظوا كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، ونقلوها إلى كل من جاء بعدهم، وبلغوها وأدوها ناصحين محتسبين، فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس، ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله ﷿ عليهم وثناء رسول الله ﷺ، ولا أعدل ممن ارتضاه الله ﷿ لصحبة نبيه ﷺ ونصرتة، ولا تزكية أفضل من ذلك ولا تعديل أكمل منها، وهم أولى الناس بأن تُعرف أحوالهم، وما اتصفوا به من أخلاق عالية وصفات نبيلة، إذ في معرفة ذلك إضاءة الطريق أمام المؤمن الذي أحب أن يسير إلى الله على بصيرة، استنادًا إلى ما جاء في الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح، ومن هنا كان لزامًا على كل مسلم ومسلمة معرفة أخبارهم وأحوالهم على وجه الدقة، حتى يقتدى بهم على بصيرة وينشرها بين المسلمين (^١). …
ومن فضائل أصحاب رسول الله ﷺ ما أخرجه البخاري ومسلم (^٢) عن عبد الله بن مسعود ﵁ عن رسول الله ﷺ قال: (خير الناس قرني (^٣) ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
(^١) "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (١/ ٧).
(^٢) البخاري (٢٤٥٨) ومسلم (٤٦٠١).
(^٣) (تنبيه): لقد اشتهر هذا الحديث على كثير من ألسنة الناس بلفظ: (خير القرون قرني …) قال شيخنا الوادعي في"السير الحثيث" (ص: ٤٥٤): (خير القرون …) بهذا اللفظ ليس لها أصل. وقال العلامة الألباني "التنكيل" (٢/ ٢٠٨): هكذا اشتهر الحديث على الألسنة.