278

Irshad Qulub

إرشاد القلوب - الجزء2

Nau'ikan

موته، وأخذت عليه العهد والميثاق ليكتم علي، فقال لي ابن عمر: اكتم علي فوالله لقد قال أبي مقالة مثل ما قال أبوك ما زاد ولا نقص، ثم تداركها ابن عمر بعد وتخوف أن أخبر بذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) لما علم من حبي له وانقطاعي إليه، فقال: إنما كان يهجر.

فأتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فأخبرته بما سمعته من أبي وبما حدثني به ابن عمر، قال علي: قد حدثني بذلك عن أبيك وعن أبيه وعن أبي عبيدة وسالم وعن معاذ ما هو أصدق منك ومن ابن عمر، فقلت: ومن ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: من حدثني، فعرفت ما عنى، فقلت: صدقت، إنما ظننت(1) إنسانا حدثك، وما شهد أبي وهو يقول ذلك غيري.

قال سليم: قلت لابن غنم: مات معاذ بالطاعون فبما مات أبو عبيدة؟ قال: مات بالدبيلة(2)، فلقيت محمد بن أبي بكر فقلت: هل شهد موت أبيك غيرك وغير أخيك عبد الرحمن وعائشة وعمر؟ قال: لا، قلت: وسمعوا منه ما سمعت؟ قال: سمعوا منه طرفا فبكوا وقالوا: هو يهجر، فاما كل ما سمعت فلا، قلت: فالذي سمعوا ما هو؟

قال: دعا بالويل والثبور(3)، قال عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور؟ قال: هذا رسول الله ومعه علي يبشراني بالنار ومعه الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة وهو يقول: لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله فأبشر أنت وصاحبك بالنار في أسفل السافلين.

فلما سمعها عمر خرج وهو يقول: انه ليهجر، قال: لا والله ما أهجر أين

Shafi 284