ورُوي أنَّ عيسى ﵇ كوشف بالدنيا فرآها في صورة عجوز شمطاء شوهاء، عليها من كل زينة، فقال لها: كم نُكحتِ؟ فقالت: لا أحصيهم. فقال: طلَّقوكِ أو ماتوا عنكِ؟ فقالت: بل قتلتهم كلهم. فقال لها عيسى ﵇: بؤسًا لأزواجك الباقين، كيف لا يعتبرون بالماضين!
فلا تغرَّنَّكم -عبادَ الله- بظاهر جمالها، وتفكَّروا في فعلها بالمُؤْثِرين لوصالها، كيف قطعت آمالهم، وصرمت حبالهم؛ أنستهم آجالهم، فأساؤوا أعمالهم، فندموا حيث لا ينفعهم الندم على تفريطهم
وتقصيرهم فيما تقدَّم.
* * *
1 / 34
[مقدمة المصنف]
مقدمة في حكم الجهاد في سبيل الله تعالى
الباب الأول في التحريض على الجهاد والحث عليه
الباب الثاني في الأسباب التي تقتضي امتداد أطماع الكفرة اللئام في نيل شيء من بلاد الإسلام