17

Irshad Al-Ghawi ila Masalik Al-Hawi

إرشاد الغاوي إلى مسالك الحاوي

Bincike

وليد بن عبد الرحمن الربيعي

Mai Buga Littafi

دار المنهاج

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1434 AH

Inda aka buga

جدة

وهذه - بلا مِراءٍ - أعظم شهادة يسجلها التاريخ لأمة من الأمم، وهي في الوقت عينه أساس كل إبداع أفرزته البلاد اليمنية، وخصوصاً فيما يتعلق بالجانب الفقهي، أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد؟!

وبعد هذه الشهادة يمكن للمرء أن يتحدث عما يُسمَّى عصر الازدهار العلمي في مختلف أقاليم تلك البلاد، والذي يعنينا من ذلك هو عصر الإمام ابن المقري رحمه الله تعالى.

فقد عاش رحمه الله في الفترة ما بين (٧٥٥هـ) إلى (٨٣٧هـ) وقد كان اليمن إبّان تلك الحقبة قسمين:

قسم تحكمه الأئمة الزيدية، وهو اليمن الأعلى؛ صنعاء وصعدة وما بينهما.

وقسم آخر تحكمه الدولة الرسولية ، وهو اليمن الأسفل وتهامة وعدن وحضرموت وغيرها.

إن العلامة ابن المقري رحمه الله تعالى عاش في ظل الدولة الرسولية، وقد كانت الأوضاع السياسية شبه مستقرة آنذاك، هذا إذا أَشَحْنا النظر عما كان يحدث من غزو لحدود الدولة بين فينة وأخرى.

وقد عايش ابنُ المقري رحمه الله تعالى غيرَ واحد من ملوك الدولة الرسولية، غير أن الذي قرَّبه واستدناه منهم هو الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل المتوفى سنة (٨٠٣هـ)، وكذلك فعل ابنه من بعدُ الملك الناصر أحمد بن إسماعيل.

وقد كان من بين الذين كانوا في بلاط الملك العلامة مجد الدين الفِيروزاباذي صاحب ((القاموس)) وعدد من أعيان علماء اليمن الأجلاء.

أضف إلى ذلك أن ذلك العصر شهد حركة واسعة في تشييد المدارس

16