وعن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (عذاب القبر حق)(1) الخبر.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار)(2) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما من ليلة أو يوم إلا ينادى مناد يا أهل القبور، من تغبطون اليوم ؟ قالوا: نغبط أهل المساجد ؛ لأنهم يصومون ولا نصوم، ويصلون ولا نصلي، ويذكرون الله ولا نذكره).(3)
ومر على عليه السلام بقبر عند انصرافه من صفين فقال: (يا أهل القبور ألا أخبركم بما حدث بعدكم ؛ أما الأموال فقد قسمت، وأما الأوزاج فقد نكحت، وأما الدور فقد سكنت، فهذا خبركم عندنا، فما خبرنا عندكم ؟ ثم قال: لو أذن لهم في الجواب لقالوا: وجدنا خير الزاد التقوى).(4) ولبعضهم:
يناديك أجداث وهن صموت وسكانها تحت التراب خفوت
أيا طالب الدنيا لغير بلاغها لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
ولآخر:
إن عيشا إلى القبر مصيره لحقيق أن لا يدوم سروره
وسرور يكون أخره الموت سواء طويله وقصيره
المعرفة الثالثة: القيامة
اعلم أيها الطالب أن القيامة فاجعة، وأحوالها كثيرة رائعة، ولا ينجي من كرباتها وفجائعها إلا الاستعداد لها بصالح العمل، ولا يتم ذلك إلا مع تقصير الأمل، والتصور في كل ساعة لحلول الأجل، ونحن نذكر من أحوالها عشرين حالة، تكفيك فيما يجب معرفته، ويلزم في كل وقت تصوره، من غير ترتيب لحالاتها، ولا استقصاء في شرح جميع آفاتها.
Shafi 262