الركن العاشرالوعد والوعيد
وفيه ثلاث معارف:
المعرفة الأولى: أنه لابد لكل نفس من الموت.
وبيانه: أن هذا شئ مشاهد فيما حضرنا، ومعلوم فيما غاب عنا فيما مضى بالأخبار المتواترة وبالأدلة، ومنتظر في المستقبل قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} (1) وقال تعالى: {حتى إذا جاء أحدكم الموت} (2) وقال: {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} (3) وغير ذلك كثير في القرآن.
وعن على عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لما نزلت الآية {إنك ميت وإنهم ميتون} (4) قلت: يا رب أتموت الخلائق كلهم حتى الأنبياء فنزلت {كل نفس ذائقة الموت}.
فأما سرعة وصول الموت فقال الله تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} (5) وقال: {ولو كنتم في بروج مشيدة} (6)
وعن ابن مسعود (خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطا فوضع في وسطه شيئا وقال: هكذا الإنسان، وهكذا أجله، ثم انتزع إليه من الخط شيئا، فقال: هذه الأعراض إن أخطأته هذه أصابته هذه، ثم وضع شيئا أمامه وقال: هذا أمله، حال الأجل دون الأمل)(7).
وروي (أن ملك الموت أتى داود عليه السلام وهو يرتقي محرابه فقال: يا داود جئت لقبض روحك. قال: دعني ارتقي أو أنزل. قال: ليس إلى ذلك سبيل، نفدت الشهور والأعوام، ونفدت الليالي والأيام، والأرزاق والآثار، فما أنت بمؤخر بعده، فسجد داود على مرقاة وقبض روحه)(8).
Shafi 256