وعن وهب قال: إن الله تعالى قال لعزير: (بر والديك فمن بر بوالديه رضيت عنه، فإذا رضيت باركت، فإذا باركت بلغ الرابع من النسل، ولا تعق والديك، فمن عق والديه غضبت، وإذا غضبت لعنت وإذا لعنت بلغ الرابع من النسل).
وقيل في قوله تعالى: {ولا تقل لهما أف}(1) يعني عند لفظك عنهما القذر كما كانا فعلاه معك وأنت في المهد.
وكان أعرابي حمل أمه في الطواف وهو يقول:
إني لها مطية لا أذعر إذا الركاب نفرت لا أنفر
ما حملت وأرضعتني أكثر الله ربي ذو الجلال الأكبر
ثم قال لابن عباس: هل جازيتها ؟ قال: لا، ولا بطلقة من طلقاتها.
وكان كهمش بارا بأمه فخدمها، فبعث إليه سليمان بن علي بصرة يشتري بها خادما يخدمها فردها وقال: إن أمي لم ترض غيرها لخدمتي، فلا أرضى غيري لخدمتها.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته)(2).
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأبي هريرة، وقد أراد أن يخرج للجهاد وأمه عمياء، وقد أخبرت رسول الله فقال: (إنك لخارج وتارك عجوزا كبيرة، لا تستطيع أن تخرج إلى مرفقها، وترى أنك لست في جهادك إذا كنت عندها، بل إنك في أفضل الجهاد، ولو أنك خرجت إلى مشارق الأرض ومغاربها وأشار بيده إليهما وهو يقول: لو أنك خرجت هاهنا وهاهنا ورجعت وهي عليك ساخطة لكنت من أهل النار) فجلس أبو هريرة. والكلام في هذا يطول وفيما هاهنا كفاية.
Shafi 172