العراق في أحاديث وآثار الفتن
العراق في أحاديث وآثار الفتن
Mai Buga Littafi
مكتبة الفرقان
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Inda aka buga
الأمارات - دبي
Nau'ikan
«تُعرض (١) الفتن على القلوب كالحصير عُودًا عُودًا (٢)، فأي قلب أُشربها (٣)
نُكت فيه نكتة (٤) سوداء، وأي قلب أنكرها (٥) نُكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا (٦)، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخرُ أسودُ مُربادًّا (٧)، كالكوز مُجَخِّيًا (٨) لا يعرف معروفًا ولا ينكر
_________
(١) «تعرض الفتن»؛ أي: تلصق بعرض القلوب -أي: جانبها- كما يلصق الحصير بجنب النائم ويؤثر فيه شدة التصاقها به. قاله النووي (٢/٢٢٦) .
(٢) «عودًا عودًا»، قال النووي: هذان الحرفان مما اختلف في ضبطه على ثلاثة أوجه؛ أظهرها وأشهرها: عُودًا عُودًا. والثاني: عَودًا عَودًا. والثالث: عَوذًا عوذًا. ولم يذكر صاحب «التحرير» غير الأول. وأما القاضي عياض فذكر هذه الأوجه الثلاثة عن أئمتهم، واختار الأول ... -أيضًا-. انظر: «شرح النووي» (٢/٢٢٦)، «إكمال المعلم» (١/٤٥٢) .
(٣) «فأي قلب أشربها»؛ أي: دخلت فيه دخولًا تامًّا وألزمها، وحلت منه محل الشراب. ومنه قوله -تعالى-: ﴿وأُشرِبُوا في قُلوبِهم العِجل﴾ [البقرة: ٩٣]؛ أي: حب العجل. ومنه قولهم: ثوب مشرب بحمرة؛ أي: خالطته الحمرة مخالطة لا انفكاك لها. قاله عياض (١/٤٥٣)، والنووي (٢/٢٢٧) ..
(٤) «نكت فيه نكتة»؛ أي: نقط نقطة. قال ابن دريد وغيره: كل نقطة في شيء بخلاف لونه فهو نكت. قاله عياض (١/٤٥٣)، والنووي (٢/٢٢٧) .
(٥) «أنكرها»: ردّها.
(٦) «مثل الصفا»، قال القاضي عياض ﵀ (١/٤٥٣): ليس تشبيهه بالصفا بيانًا لبياضه، لكن صفة أخرى؛ لشدته على عقد الإيمان وسلامته من الخلل، وأن الفتن لم تلصق به ولم تؤثر فيه؛ كالصفا؛ وهو: الحجر الأملس الذي لا يعلق به شيء، ونقله النووي (٢/٢٢٧) .
(٧) «مربادًّا»، قال الإمام النووي -رحمه الله تعالى- (٢/٢٢٧): كذا هو في روايتنا، وأصول بلادنا، وهو منصوب على الحال. وذكر القاضي عياض [١/٤٥٤] خلافًا في ضبطه، وإن منهم من ضبطه كما ذكرنا، ومنهم من رواه مربئدّ. قال القاضي: وهذه رواية أكثر شيوخنا. وأصله أن لا يهمز، ويكون مربدّ؛ مثل: مسودّ ومحمرّ. وكذا ذكره أبو عبيد الهروي [في «غريبه» (٤/١٢١)]، وصححه بعض شيوخنا عن أبي مروان بن سرّاج؛ لأنه من اربدّ، إلا على لغة من قال: احمأرّ، بهمزة بعد ميم لالتقاء الساكنين. فيقال: اربأد ومربئد، والدال مشددة على القولين، وسيأتي تفسيره.
(٨) «مجخيًا»؛ معناه: مائلًا. كذا قاله الهروي وغيره. وفسره الراوي في الكتاب بقوله: =
1 / 45