بيانا حسنا من غير إفحاش ولا تنفير، وهو مذهب أبي بكر بن مجاهد وأبي الحسن بن شنبوذ وأبي الحسين بن المنادي وأبي الحسين بن بويان وأبي بكر بن مقسم وأبي بكر النقاش، وأبي طاهر بن أبي هاشم، وغيرهم من قرأة البغداديين، وهو اختيارهم، وعلى ذلك وجدت أئمة القراءة بمدينة السلام، انتهى كلام الأهوازي.
وسنذكر ما جاء عن الكسائي من إدغام الميم عند الفاء.
من ذلك الميم عند الباء:
نحو: ﴿كَذَّبْتُمْ بِهِ﴾ [الأنعام: ٥٧]، و﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ [البقرة: ١٣٧]، و﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١٠١]، و﴿أَنْ بُورِكَ﴾ [النمل: ١٨]، و﴿هَنِيئًا بِمَا﴾ [الطور: ١٩]، و﴿صُمٌّ بُكْمٌ﴾ [البقرة: ١٨] ونحوه كثير.
فاختلفت عبارات القراء عنه بعد إجماعهم، إلا من شذ، وسنذكره على أن الإدغام لا يجوز.
فقال ابن مجاهد: والميم لا تدغم في الباء لكنها تخفى؛ لأن لها صوتا من الخياشيم تواخي به النون الخفيفة، قال: وهو قول سيبويه.
وإلى هذا ذهب أبو الحسن الأنطاكي، وأبو الفضل الخزاعي، وعثمان بن سعيد، وبه كان يأخذ أصحابه فيما ذكر لي أبي ﵁ وكذلك أخذ على عياش بن خلف عن قراءته على محمد بن عيسى، ويحكى أنه مذهب الفراء.
وقال أبو الحسين بن المنادي، وأحمد بن يعقوب التائب، وعبد الباقي بن الحسن، وطاهر بن غلبون، وغيرهم: هي مظهرة غير مخفاة.
وقال لي عياش بن خلف، قد روي هذا أيضا عن ابن مجاهد نصا، فحدثنا أبو داود قال: قال لنا عثمان بن سعيد: رواه أحمد بن صالح عن ابن مجاهد نصا.
وقال لي أبو الحسن بن شريح فيه بالإظهار، ولفظ لي به، فأطبق شفتيه على الحرفين إطباقا واحدا، وروى أحمد بن أبي سريج عن الكسائي إدغام الميم في الباء والفاء.
1 / 64