181

Iqbal Acmal

الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة) - الجزء1

قصدت بالنية الواحدة صوم الشهر كله، أو جددت كل يوم نية لصوم ذلك اليوم، ليكون أبلغ لك في الظفر بفضله، وان تهيأ أن تكون نيتك ان تصوم عن كل ما شغل عن الله، فذلك الصوم الذي تنافس المخلصون في مثله.

أقول: واعلم ان الداخلين في الصيام على عدة أصناف وأقسام:

فصنف: دخلوا في الصوم بمجرد ترك الأكل والشرب بالنهار وما يقتضي الإفطار في ظاهر الاخبار، وما صامت جارحة من جوارحهم عن سوء آدابهم وفضائحهم، فهؤلاء يكون صومهم على قدر هذه الحال صوم أهل الإهمال.

وصنف: دخلوا في الصوم وحفظوا بعض جوارحهم عن سوء الآداب على مالك يوم الحساب، فكانوا في ذلك النهار مترددين بين الصوم بما حفظوه والإفطار بما ضيعوه.

وصنف: دخلوا في الصوم بزيادة النوافل والدعوات التي يعملونها بمقتضى العادات، وهي سقيمة لسقم النيات، فحال أعمالهم على قدر إهمالهم.

وصنف: دخلوا دار ضيافة الله جل جلاله في شهر الصيام، والقلوب غافلة، والهمم متكاسلة، والجوارح متثاقلة، فحالهم كحال من حمل هدايا إلى ملك ليعرضها عليه، وهو كاره لحملها إليه، وفيها عيوب تمنع من قبولها والإقبال عليه.

وصنف: دخلوا في الصوم وأصلحوا ما يتعلق بالجوارح، ولكن لم يحفظوا القلب من الخطرات الشاغلة عن العمل الصالح، فهم كعامل دخل على سلطانه، وقد أصلح رعيته بلسانه، وأهمل ما يتعلق بإصلاح شأنه، فهو مسئول عن تقديم إصلاح الرعية على إصلاح ذاته، وكيف أخر مقدما وقدم مؤخرا، وخاطر مع المطلع على إرادته.

وصنف: دخلوا في الصيام بطهارة العقول والقلوب على اقدام (1) المراقبة لعلام الغيوب، حافظين ما استحفظهم إياه، فحالهم حال عبد تشرف برضا مولاه.

وصنف: ما قنعوا لله جل جلاله بحفظ العقول والقلوب والجوارح، عن الذنوب والعيوب والقبائح، حتى شغلوها بما وفقهم له من عمل راجح صالح، فهؤلاء أصحاب

Shafi 187