177

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية

Mai Buga Littafi

مكتبة السوادي للتوزيع

Bugun

الثانية ١٤١٧هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩٦م

Nau'ikan

التزام العقيدة، والنهي عن البدع:
تمهيد وإحالة:
إن النصوص الشرعية التي تقدمت في وجوب التزام الكتاب والسنة والاعتصام بهما -عند الحديث عن مصادر العقيدة- تستلزم من جهة أخرى الحذر من الأهواء والبدع المخالفة للشرع، تلك التي تغلق أبواب الرحمة، وتصدّ عن الهدى والسبيل، وتؤدي إلى الضلالة والفتنة، وتفرق الأمة الواحدة فتجعلها شيعا وأحزابا، مع ما ينتظر صاحبها من إثم عند الله تعالى، وحرمان لشفاعة النبي ﷺ في الآخرة، وسوء الخاتمة عند الخروج من الدنيا.
أدلة النهي عن البدع؛ والتحذير من الابتداع:
وقد تضافرت النصوص الشرعية -قرآنا وسنة- على ذمّ البدع وبيان آثارها، وعلى هذا اجتمعت كلمة السلف من الأمة، كما أن النظر العقلي -أيضا- يؤيد هذا أو يزيده بيانا وتأكيدا. فاجتمع لنا من الأدلة ما ينهض للتنديد الشديد بالبدع والتحذير منها، مما نجعله في شعب ثلاث من النصوص وأخرى من الأدلة العقلية١.
أولا: فمن القرآن الكريم، قوله تعالى:
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٧] .

١ انظر بالتفصيل: "الاعتصام" للشاطبي: ١/ ٤٦-١٤٠، فقد فصَّل القول في ذلك وبيَّنه أعظم بيان.

1 / 197