14

Introduction to the Sciences of Sharia

مدخل إلى علوم الشريعة

Mai Buga Littafi

مركز النخب العلمية

Nau'ikan

قال ابن الجوزي ﵀: «واعلم أن المعاصي تسد أبواب الرزق، وأن من ضيع أمر الله ضيعه الله» (^١). وليس شيء أنفع لطالب العلم في حفظ علمه، وقوة فهمه واستحضاره وإدراكه من خشية الله والابتعاد عن المعاصي. قال وكيع ﵀: «استعينوا على الحفظ بترك المعصية» (^٢). وقال ابن حبان ﵀: «وإن من أجود ما يستعين المرء به على الحفظ الطبع الجيد مع الهمة، واجتناب المعاصي» (^٣). وقال النووي -متحدثًا عن آداب طالب العلم-: «وينبغي أن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول العلم وحفظه واستثماره» (^٤). ومن ركن إلى المعصية، واستمرأ الذنوب نسي علمه واختلط ذهنه وعوقب بكثرة النسيان: قال ابن مسعود ﵁: «إني لأحسب العبد ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها» (^٥). ورحم الله الإمام الشافعي حين قال:

(^١) صيد الخاطر ص (٤٥٠، ٤٥١). (^٢) أخرجه ابن حبان في روضة العقلاء ص (٣٩). (^٣) المرجع السابق الموضع نفسه. (^٤) المجموع شرح المهذب (١/ ٣٥). (^٥) أخرجه الدارمي في مسنده (١/ ٣٧٩) رقم (٣٨٨)، وأبو داود في الزهد ص (١٦٨) رقم (١٦٩)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (١/ ٦٧٥) رقم (١١٩٥)، وزهير بن حرب في كتاب العلم ص (٣١) رقم (١٣٢)، والخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل ص (٦١).

1 / 16