218

Introduction to Explaining the Book of Monotheism

التمهيد لشرح كتاب التوحيد

Mai Buga Littafi

دار التوحيد

Bugun

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Yankuna
Saudiyya
Dauloli
Al Sa’ud
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
فإن الشفاعة إنما هي لله ﵎، وجاءت الأدلة بنفي الشفاعة عن المشركين، وأن الشفاعة النافعة: إنما هي لأهل الإخلاص، بشرطين: الإذن، والرضا.
إذا تقرر ذلك: فما حقيقة الشفاعة؟ يعني: ما حقيقة حصولها، وكيف تحصل؟ الجواب في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله: " حقيقته: أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص " يعني أن الذين شفع لهم، إنما ذلك بتفضل الله - جل وعلا - عليهم، وهم أهل الإخلاص؛ حيث جاء في حديث أبي هريرة قوله ﵊: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه» أو قال: «خالصا من قلبه ونفسه»، فأهل الإخلاص هم الذين يكرمهم الله بالشفاعة، فالمتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا، فإذا ثبت ذلك: انقطع القلب من التعلق بغير الله في طلب الشفاعة؛ لأن الذين توجهوا إلى المعبودات المختلفة كالأولياء، والصالحين، والملائكة، وغيرهم: إنما توجهوا إليهم رجاء الشفاعة، كما قال - جل وعلا - عنهم: ﴿وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: ١٨] [يونس: ١٨]، فإذ بطل أن تكون لهم الشفاعة وثبت أن المتفضل بالشفاعة هو الله جل وعلا، فإن الله ﷻ إنما يتفضل بها على أهل الإخلاص، فيغفر لهم أي: بواسطة من دعا، بواسطة دعاء الذي أذن له أن يشفع.
وهاهنا سؤال: لم لم يتفضل الله عليهم بأن يغفر لهم بدون واسطة الشفاعة؟ والجواب عن ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية هنا بقوله:

1 / 222