Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
Mai Buga Littafi
دار التوحيد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
Nau'ikan
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]
فقوله: ﴿فَإِنْ فَعَلْتَ﴾ [يونس: ١٠٦] يعني: إن دعوت من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك: ﴿فَإِنَّكَ إِذًا﴾ [يونس: ١٠٦] يعني: بسبب الدعوة ﴿مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: ١٠٦] والظالمون جمع تصحيح للظالم، والظالم: اسم فاعل الظلم، والظلم: المراد به هنا: الشرك كما قال جل وعلا: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣]
ثم قال: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ [يونس: ١٠٧] اعلم أن غرض من يلجأ إلى غير الله، أو يستغيث، أو يستعيذ بغيره: إنما هو طلب كشف الضر. وقد أبطل الله تعالى هذا التعلق الشرعي بقاعدة عامة تقطع عروق الشرك من القلب؛ حيث قال: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ﴾ [يونس: ١٠٧] يعني: إذا مسك الله بضر فمن يكشف الضر؟؟ الجواب: يكشفه من قدره، ومن قضاه عليك، وهكذا كل أنواع التوجه لغير الله - جل وعلا -، أيا كانت. ولكن ما دام أنه أذن بالتوجه إلى المخلوق فيما يقدر عليه، كالتوجه إليه بطلب الغوث، أو نحو ذلك: فإنه يكون مما رخص فيه، والحمد لله.
وقوله في هذه الآية: ﴿بِضُرٍّ﴾ [يونس: ١٠٧] نكرة جاءت في سياق الشرط فتعم جميع أنواع الضر: سواء أكان ضرا في الدين، أم كان ضرا في الدنيا، يعني: كان ضرا في الدنيا من جهة الأبدان، أو من جهة الأموال، أو من جهة الأولاد، أو من جهة الأعراض، ونحو ذلك إذًا: فمعنى قوله: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ﴾ [يونس: ١٠٧] أي بأي نوع من أنواع الضر: ﴿فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ﴾ [يونس: ١٠٧] أي: الذي يكشف الضر في الحقيقة: هو الله - جل وعلا -، لا يكشف البلوى إلا هو
1 / 183