Introduction to Explaining the Book of Monotheism
التمهيد لشرح كتاب التوحيد
Mai Buga Littafi
دار التوحيد
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م
Nau'ikan
مقدمة شرح كتاب التوحيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه: هذا شرح لكتاب التوحيد، شرحته في مجالس متصلة في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية بحي سلطانة في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، وقد فرغ من الأشرطة المسجلة وأصلحت بعض الألفاظ بما يناسب المكتوب، فلم أقصد إلى تأليف شرح، ولذلك فإني أرغب من المحققين في مقاصد التأليف أن يغضوا الطرف عما قد يرد في الشرح من عدم استيعاب أو علو عبارة، والله أسأل أن يجزي مؤلف الأصل الجد الإمام محمد بن عبد الوهاب خير الجزاء عن أهل السنة لقاء ما قرب لهم من علوم الكتاب والسنة، وصلى الله على نبينا محمد وسلم تسليما.
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
- أ - بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث عباده المرسلين بتوحيده، وأقام بهم الحجة على عبيده، فاتفقوا أولهم وآخرهم على توحيده وتفريده، ونبذ الشرك وتنديده، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون من سواه، وعبادة غيره - كائنا من كان - باطلة؛ فإنه ما عُبد غير الله إلا بالبغي، والظلم، والعدوان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تأكيدا بعد تأكيد؛ لبيان مقام التوحيد، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد: - فهذا الكتاب - كتاب التوحيد - من مؤلفات الإمام المصلح المجدد شيخ الإسلام والمسلمين، محمد بن عبد الوهاب، وهو- ﵀ غني عن التعريف؛ لما جعل الله - جل وعلا - لدعوته من أثر ظاهر النفع في جميع أنحاء الأرض: شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، ولا غرو في ذلك فإن دعوته- ﵀ إحياء لدعوة محمد بن عبد الله - عليه أفضل الصلاة والسلام-. وكتاب التوحيد- الذي نحن بصدد شرحه - كتاب عظيم جدا، أجمع علماء التوحيد، على أنه لم يصنف في الإسلام في موضوعه مثله، فهو كتاب وحيد وفريد في بابه، لم ينسج على منواله مثله؛ لأن المؤلف ﵀ طرق في هذا الكتاب مسائل توحيد العبادة، وما يضاد ذلك التوحيد، من أصله، أو يضاد كماله، فامتاز الكتاب بسياق أبواب توحيد العبادة
- ب - مفصلة، مُدَلَّلَةً، وعلى هذا النحو، بتفصيل، وترتيب، وتبويب لمسائل التوحيد، لم يوجد من سبق الشيخ إلى ذلك، فحاجة طلاب العلم إليه، وإلى معرفة معانيه ماسة؛ لما اشتمل عليه من الآيات، والأحاديث، والفوائد. وقد شبه بعض العلماء هذا الكتاب بأنه قطعة من صحيح البخاري ﵀ وهذا ظاهر، ذلك أن الشيخ ﵀ نَسَج كتابه هذا نَسْج الإمام البخاري صحيحه من جهة أن التراجم التي يعقدها، تحتوي على آية وحديث - غالبا - والحديث والآية على الترجمة، وما بعدها مفسِّرٌ لها، وكذلك ما يسوقه ﵀ من كلام أهل العلم من الصحابة، أو التابعين، أو أئمة الإسلام، هو نسق طريقة الإمام أبي عبد الله البخاري ﵀ فإنه يسوق أقوال أهل العلم في بيان المعاني. وهذا الكتاب صنفه إمام الدعوة ابتداء في البصرة لمَّا رحل إليها، وكان الداعي إلى تأليف ما رأى من شيوع الشرك بالله ﷻ ومن ضياع مفهوم التوحيد الحق عند بعض المسلمين، وما رآه عندهم من مظاهر الشرك: الأكبر، والأصغر، والخفي، فابتدأ في البصرة جمع هذا الكتاب، وتحرير الدلائل لمسائله، ذكر ذلك تلميذه، وحفيده الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن ﵀ في "المقامات"، ثم إن الشيخ لمَّا قدم نجدا حرر الكتاب، وأكمله، فصار كتابه هذا - بحق- كتاب دعوة إلى التوحيد الحق؛ لأن الشيخ ﵀ بين فيه أصول دلائل التوحيد، وبين فيه معناه وفصله، كما بين فيه ما يضاده، والخوف مما يضاده، وبين - أيضا- أفراد توحيد العبادة، وأفراد
- ج - توحيد الأسماء والصفات إجمالا، واعتنى ببيان الأكبر والأصغر وصورهما، والذرائع المؤدية إليهما، وبيَّن ما يُحْمى به التوحيد، والوسائل إلى ذلك، وبين أيضا شيئا من أفراد توحيد الربوبية. فـ "كتاب التوحيد" كتاب عظيم النفع جدا، جدير بأن يعنى به عناية حفظ، ودرس، وتأمل؛ فالعبد محتاج إليه للعمل به، ولتبليغ ما فيه من العلم لمن وراءه من الناس، سواءً أكانوا في المسجد، أم في البيت، أم في مقر عمله، أم في أي جهة أخرى. والمقصود: أن مَن فهم هذا الكتاب فقد فهم أكثر مسائل توحيد العبادة، بل يكون قد فهم جل مسائله وأغلبها. وقد كنت نظرت في الكيفية التي ينبغي أن يشرح بها هذا الكتاب، وطريقة ذلك؛ لأن الكتاب - كما يُعلم - طويل لا يمكن استيعاب شرحه شرحا متوسطا أو مبسوطا في نحو ثمانية عشر مجلسا، فتأملت منهج العلماء الذين شرحوه، فوجدت شروحهم: ما بين بسيط، ووجيز، ووسيط، فرأيت أن يقتصر الشرح على ذكر الفوائد التي يكثر التباسها على طلبة العلم، مع بيان مناسبة الآي والأحاديث للترجمة، وإبراز وجه الاستدلال من الآية أو من الحديث على المقصود، وذكر شيء من تقرير الحجاج مع الخصوم في هذه المسائل، ربما لا يطالعه كثير من طلبة العلم في الشروح. وهذه الطريقة التي سنسلكها: طريقة مختصرة، سوف نأتي بها- إن شاء الله-على الكتاب كله، مع عدم الإخلال بإفهامه، وعدم الإقلال من معانيه، ونسأل الله تعالى المدد، والإعانة، والتوفيق.
- أ - بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث عباده المرسلين بتوحيده، وأقام بهم الحجة على عبيده، فاتفقوا أولهم وآخرهم على توحيده وتفريده، ونبذ الشرك وتنديده، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون من سواه، وعبادة غيره - كائنا من كان - باطلة؛ فإنه ما عُبد غير الله إلا بالبغي، والظلم، والعدوان. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تأكيدا بعد تأكيد؛ لبيان مقام التوحيد، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد: - فهذا الكتاب - كتاب التوحيد - من مؤلفات الإمام المصلح المجدد شيخ الإسلام والمسلمين، محمد بن عبد الوهاب، وهو- ﵀ غني عن التعريف؛ لما جعل الله - جل وعلا - لدعوته من أثر ظاهر النفع في جميع أنحاء الأرض: شرقا وغربا، جنوبا وشمالا، ولا غرو في ذلك فإن دعوته- ﵀ إحياء لدعوة محمد بن عبد الله - عليه أفضل الصلاة والسلام-. وكتاب التوحيد- الذي نحن بصدد شرحه - كتاب عظيم جدا، أجمع علماء التوحيد، على أنه لم يصنف في الإسلام في موضوعه مثله، فهو كتاب وحيد وفريد في بابه، لم ينسج على منواله مثله؛ لأن المؤلف ﵀ طرق في هذا الكتاب مسائل توحيد العبادة، وما يضاد ذلك التوحيد، من أصله، أو يضاد كماله، فامتاز الكتاب بسياق أبواب توحيد العبادة
- ب - مفصلة، مُدَلَّلَةً، وعلى هذا النحو، بتفصيل، وترتيب، وتبويب لمسائل التوحيد، لم يوجد من سبق الشيخ إلى ذلك، فحاجة طلاب العلم إليه، وإلى معرفة معانيه ماسة؛ لما اشتمل عليه من الآيات، والأحاديث، والفوائد. وقد شبه بعض العلماء هذا الكتاب بأنه قطعة من صحيح البخاري ﵀ وهذا ظاهر، ذلك أن الشيخ ﵀ نَسَج كتابه هذا نَسْج الإمام البخاري صحيحه من جهة أن التراجم التي يعقدها، تحتوي على آية وحديث - غالبا - والحديث والآية على الترجمة، وما بعدها مفسِّرٌ لها، وكذلك ما يسوقه ﵀ من كلام أهل العلم من الصحابة، أو التابعين، أو أئمة الإسلام، هو نسق طريقة الإمام أبي عبد الله البخاري ﵀ فإنه يسوق أقوال أهل العلم في بيان المعاني. وهذا الكتاب صنفه إمام الدعوة ابتداء في البصرة لمَّا رحل إليها، وكان الداعي إلى تأليف ما رأى من شيوع الشرك بالله ﷻ ومن ضياع مفهوم التوحيد الحق عند بعض المسلمين، وما رآه عندهم من مظاهر الشرك: الأكبر، والأصغر، والخفي، فابتدأ في البصرة جمع هذا الكتاب، وتحرير الدلائل لمسائله، ذكر ذلك تلميذه، وحفيده الشيخ الإمام عبد الرحمن بن حسن ﵀ في "المقامات"، ثم إن الشيخ لمَّا قدم نجدا حرر الكتاب، وأكمله، فصار كتابه هذا - بحق- كتاب دعوة إلى التوحيد الحق؛ لأن الشيخ ﵀ بين فيه أصول دلائل التوحيد، وبين فيه معناه وفصله، كما بين فيه ما يضاده، والخوف مما يضاده، وبين - أيضا- أفراد توحيد العبادة، وأفراد
- ج - توحيد الأسماء والصفات إجمالا، واعتنى ببيان الأكبر والأصغر وصورهما، والذرائع المؤدية إليهما، وبيَّن ما يُحْمى به التوحيد، والوسائل إلى ذلك، وبين أيضا شيئا من أفراد توحيد الربوبية. فـ "كتاب التوحيد" كتاب عظيم النفع جدا، جدير بأن يعنى به عناية حفظ، ودرس، وتأمل؛ فالعبد محتاج إليه للعمل به، ولتبليغ ما فيه من العلم لمن وراءه من الناس، سواءً أكانوا في المسجد، أم في البيت، أم في مقر عمله، أم في أي جهة أخرى. والمقصود: أن مَن فهم هذا الكتاب فقد فهم أكثر مسائل توحيد العبادة، بل يكون قد فهم جل مسائله وأغلبها. وقد كنت نظرت في الكيفية التي ينبغي أن يشرح بها هذا الكتاب، وطريقة ذلك؛ لأن الكتاب - كما يُعلم - طويل لا يمكن استيعاب شرحه شرحا متوسطا أو مبسوطا في نحو ثمانية عشر مجلسا، فتأملت منهج العلماء الذين شرحوه، فوجدت شروحهم: ما بين بسيط، ووجيز، ووسيط، فرأيت أن يقتصر الشرح على ذكر الفوائد التي يكثر التباسها على طلبة العلم، مع بيان مناسبة الآي والأحاديث للترجمة، وإبراز وجه الاستدلال من الآية أو من الحديث على المقصود، وذكر شيء من تقرير الحجاج مع الخصوم في هذه المسائل، ربما لا يطالعه كثير من طلبة العلم في الشروح. وهذه الطريقة التي سنسلكها: طريقة مختصرة، سوف نأتي بها- إن شاء الله-على الكتاب كله، مع عدم الإخلال بإفهامه، وعدم الإقلال من معانيه، ونسأل الله تعالى المدد، والإعانة، والتوفيق.
Shafi da ba'a sani ba