ثم عقد فصلا خامسا: فرق فيه بين الكرامة وبين الأحوال الشيطانية وهوس الصوفية.
وختم كتابه بفصل سادس توجه فيه إلى المنتسبين للعلم، بأن عليهم أن يتجردوا عن الجهل والتعصب، ويكون مرجعهم كتاب الله وسنة رسوله، دون العوائد استحسانات الناس، ولا يستوحشوا من قلة السالكين، فإن أهل الحق هم القلة دائما.
أهمية الكتاب:
يأتي هذا البحث ليعالج أعمق القضايا المتعلقة بتوحيد الألوهية، الذي هو أعظم أنواع التوحيد قاطبة وأجدرها بالعناية والاهتمام، وليفضح ما تبقى من شبه المضللين المتداعية، وهي لا تعدو أن تكون زوابع عابرة قوامها التعنت والاستكبار، ومحركها المنافع الشخصية الدنيئة ويمكن تلخيص تلك الترهات فيما يلي:
١ – أنا لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم.
٢ – من قال: لا إله إلا الله، ما نقول فيه شيئا وإن فعل ما فعل.
٣ – قول ابن تيمية: أن المتأول والمجتهد المخطئ والمقلد، مغفور لهم ما ارتكبوه من الشرك والكفر.
٤ – قصة الذي أوصى أهله أن يحرقوه بعد موته، فجهل أن فعله كفر فلم يكفر.
٥ – أن طلب الأموات ليس دعاء بل هو نداء.
وأنت ترى أنها ما بين دعوة إلى العجز والتواكل، وبين سوء فهم وكذب بين.
ولكن كما قال تعالى: ﴿وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ .
1 / 9