منهم كأخذ كف عن كف، كابن المسيب (^١) وعروة بن الزبير (^٢) والحسن البصري (^٣) وابن سيرين (^٤).
ثم نقل التابعون ما أخذوه عن الصحابة إلى من بعدهم.
قال النبي ﷺ: "خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" (^٥).
وأيد الله الدين بأئمة جمعوا السنن ودونوها وصنفوا كتبًا في أسماء الرواة وأنسابهم ومساكنهم ونخّلوا (^٦) عن طرائقهم في الدين، فميزوا العدل عن غير العدل عناية منهم في الدين لا للانتقاض (^٧) بل لميزوا النقل الصحيح عن غيره فكان أصحاب الحديث هم أهل السنة.
قال النبي ﷺ: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة،
(^١) الإمام شيخ الإسلام فقيه المدينة أبو محمد سعيد بن المسيب أجل التابعين ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر ﵁ وتوفي سنة (١٠٥ هـ) على خلاف فيه. انظر: تذكرة الحفاظ ١/ ٥٦، السير ٤/ ٢١٨.
(^٢) عروة بن الزبير بن العوام الإمام عالم المدينة أبو عبد الله القرشي المدني أحد الفقهاء السبعة ولد في خلافة عثمان وتوفي سنة (٩٤ هـ). انظر: تذكرة الحفاظ ١/ ٦٢، السير ٤/ ٤٢١.
(^٣) الإمام شيخ الإسلام الحسن بن أبي الحسن البصري سيد أهل زمانه علما وعملا ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ﵁ وتوفي سنة (١١٠ هـ). تذكرة الحفاظ ١/ ٧١، السير ٤/ ٥٦٣.
(^٤) محمد بن سيرين الإمام الرباني شيخ الإسلام مولى أنس بن مالك ﵁ ولد لسنتين من خلافة عثمان ﵁ وتوفي سنة (١١٠ هـ). تذكرة الحفاظ ١/ ٧٧، السير ٤/ ٦٠٦.
(^٥) أخرجه خ. كتاب الشهادات ب. لا يشهد على شهادة جور إذا شهد ٢/ ١٥١٠، وفي كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ الباب الأول ٥/ ٣، من حديث عمران ﵁، م. كتاب فضائل الصحابة ب. فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ٤/ ١٩٦٤ من حديث عبد الله بن مسعود وأبي هريرة وعمران بن الحصين ﵃.
(^٦) في الأصل غير واضحة ولعلها كما أثبت وفي - ب - كتبها (تحموا).
(^٧) في الأصل غير واضحة وأقرب ما يكون ما أثبت وكتبها في - ب - لا الانتقاص، والمراد أن أئمة الجرح والتعديل بينوا المعدلين والمجروحين ليس لرفعة أناس وانتقاص آخرين وإنما فعلوا ذلك ليميزوا الحق من الباطل بمعرفة العدل من غيره.