56

Intisar Ashab Hadith

الانتصار لأصحاب الحديث

Bincike

محمد بن حسين بن حسن الجيزاني

Mai Buga Littafi

مكتبة أضواء المنار

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧هـ - ١٩٩٦م

Inda aka buga

السعودية

وَمن هُنَا امتاز أهل اتِّبَاع السّنة عَن غَيرهم لِأَن صَاحب السّنة لَا يألو أَن يتبع من السّنَن أقواها وَمن الشُّهُود عَلَيْهَا أعدلها وأتقاها وَصَاحب الْهوى كالغريق يتَعَلَّق بِكُل عود ضَعِيف أَو قوي فَإِذا رَأَيْت الْحَاكِم لَا يقبل من الشُّهُود إِلَّا أعدلها وأتقاها كَانَ ذَلِك مِنْهُ شَاهدا على عَدَالَته وَإِذا غمض وقنع بأرداها كَانَ ذَلِك دَلِيلا على جوره وَكَانَ المتبع لَا يتبع من الْآثَار إِلَّا مَا هُوَ عِنْد الْعلمَاء أقوى وَصَاحب الْهوى لَا يتبع إِلَّا مَا يهوى وَإِن كَانَ عِنْد الْعلمَاء أوهاها وكل ذِي حِرْفَة وصناعة مَوْسُوم بصناعته مَعْرُوف بآلته مَتى أعوزته الْآلَة زَالَت عَنهُ آيَة الصِّنَاعَة وَكَذَلِكَ سمات أهل السّنَن والأهواء وَفِي دون مَا فسرناه مَا يشفي والأقل من هَذَا يَكْفِي من كَانَ موفقا ولحقه عون من الله تَعَالَى قَالُوا قد كثرت الْآثَار فِي أَيدي النَّاس واختلطت عَلَيْهِم قُلْنَا مَا اخْتلطت إِلَّا على الْجَاهِلين بهَا فَأَما الْعلمَاء بهَا فَإِنَّهُم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير فيميزون زيوفها وَيَأْخُذُونَ جيادها وَلَئِن دخل فِي غمار الروَاة من وسم بالغلط فِي الْأَحَادِيث فَلَا يروج ذَلِك على جهابذة أَصْحَاب الحَدِيث ورتوت الْعلمَاء حَتَّى أَنهم عدوا

1 / 56