329

Intisar

الأنتصار على علماء الأمصار - المجلد الأول حتى 197

Nau'ikan

Fikihu

ووجه الحجة: هو أن الله تعالى امتن علينا بأن أخرج لبنا طاهرا من بين نجسين، الفرث والدم.

والمختار: ماقاله علماء العترة ومن وافقهم لما ذكروه من الحجج ونزيد ههنا حججا [ثلاثا]:

الحجة الأولى: ماروي عن النبي (( أنه طاف على جمل بالبيت))، فلولا أن بوله وروثه طاهران لما طاف عليه مخافة أن ينجس المسجد.

الحجة الثانية: ماروى أنس بن مالك أن أناسا من عرينة قدموا على الرسول فقال لهم: (( اخرجوا إلى إبل الصدقة فاشربوا من أبوالها وألبانها))(¬1). لأجل ما أصابهم من الوباء، فلو كان نجسا لما أمرهم بشربه.

الحجة الثالثة: من جهة القياس، وهو أنه مائع خارج على جهة الاعتياد من مخرج معتاد من حيوان يؤكل لحمه، فوجب الحكم بطهارته كاللبن، أو خارج من حيوان يؤكل لحمه فوجب أن يكون طاهرا كاللعاب والعرق.

الانتصار: قالوا: الآية دالة على ما نقوله.

قلنا: هذا فاسد لأمرين:

أما أولا: فلأنه ليس في الآية ما يشعر بالطهارة والتنجيس فضلا عن أن يقال: إنها دالة على ما تدعونه من النجاسة، وإنما هي دالة على مطلق الامتنان لا غير، فما برهانكم على ما تقولونه؟

وأما ثانيا: فلأن الامتنان حاصل بأن الله أخرج لنا لبنا خالصا سائغا للشاربين من بين أمرين كل واحد منهما لايصلح أن يكون شرابا، وهما الفرث والدم.

Shafi 335