قرب جيبرتس كرسيه من المحرر ووضع يده على إحدى ركبتيه. وقال بجدية: «هذا وقت الحديث يا شورلي. فقد كاد الأوان يفوت. إنك ستودي بصحيفة ذا سبونج إلى الانهيار. خطؤك الكبير هو محاولة امتطاء حصانين منطلقين في اتجاهين مختلفين. وهذا غير ممكن يا فتى. اتخذ قرارك واختر إما أن تكون لصا أو رجلا شريفا. هذه هي الخطوة الأولى.»
قال المحرر: «ماذا تعني؟»
رد جيبرتس: «أنت تعلم ما أعني. إما أن تجعل قوام صحيفتك كله من المواد المسروقة، أو أن تجعله كله من مواد أصلية.»
قال المحرر: «لدينا الكثير من المواد الأصلية في صحيفة ذا سبونج.»
قال جيبرتس: «نعم، وهذا ما أعترض عليه. إما أن تكون موادك كلها أصلية أو كلها مسروقة. إما أن تكون سمكة أو طائرا. كل أسبوع يجد مائة شخص على الأقل في صحيفة ذا سبونج مقالا مسروقا قرءوه في مصدر آخر من قبل. فيظنون أن كل محتوى الصحيفة مسروق فتخسرهم كقراء. وليست هذه طريقة مربحة في إدارة العمل؛ لذا أريد أن أبيع لك قصة أصلية واحدة ستصبح أهم قصة تكتب في إنجلترا هذا العام.»
قال شورلي بضجر: «أوه، كل القصص التي ترسل إلي تكون كذلك.» ثم أردف: «كل منها يعد أهم قصة من وجهة نظر كاتبها.»
قال جيبرتس غاضبا: «اسمع يا شورلي، يجب ألا تتحدث إلي بهذه اللهجة. أنا لست كاتبا مغمورا، وأنت تعلم ذلك جيدا. وأنا لا أحتاج إلى الترويج لبضاعتي.»
قال المحرر: «لماذا جئت تلقي علي هذه المحاضرة إذن؟»
قال جيبرتس: «لمصلحتك أنت يا شورلي»، وهدأت أعصابه بنفس سرعة ثورتها. كان رجلا لا يمكن التنبؤ بما في جعبته. ثم كرر: «لمصلحتك أنت، وإذا لم تقبل هذه القصة، فسيقبلها غيرك. وستكون سببا في ابتسام الحظ للصحيفة التي تحصل عليها. والآن، اقرأها وسأنتظر أنا . ها هي ذي مكتوبة على الآلة الكاتبة بحجم خط مريح لعينيك المباركتين.»
أخذ شورلي المخطوطة وأوقد مصباح الغاز؛ إذ كان الظلام قد بدأ يحل. وجلس جيبرتس لبعض الوقت، ثم طفق يذرع الغرفة على نحو أبدى شورلي استياءه منه. لم يكتف بذلك فأخذ قضيب المدفأة وزاد نار المدفأة اشتعالا محدثا بعض الضجيج. وصاح أخيرا: «بالله عليك، اجلس يا جيبرتس واهدأ!»
Shafi da ba'a sani ba