قيل: هو مجرور على الجوار للكاف والياء، وهو قبيح، لأنه ليس بفضلةٍ.
وقيل: هو مبني على الكسر كحساد وبداد.
وقيل: هو على النسب كأروناني وأسودي، وقد خفّف.
وقال الفرزدق:
١٤٤ - (وما كنت أخشى الدهر إحلاس مسلمٍ ... من الناس ذنبًا جاءه وهو مسلما)
قال ثعلبٌ: الإحلاس، بالحاء [غير] معجمةٍ: الإلزام.
والدهر: ظرف لأخشى، ومن الناس: متعلق به أيضًا.
و(مسلما) مفعول أول لإحلاس، و(ذنبًا) مفعول ثانٍ له أيضًا.
وجاءه: صفة ذنب.
وفي جاءه ضمير من مسلم الأول، وهو معطوف على ذلك الضمير.
وكان الواجب تأكيده، تقديره: وما كنت أخشى من الناس في الدهر إلزام مسلمٍ مسلمًا ذنبًا جاءه هو وهو.
ومعناه: ما كنت أظن إنسانا يفعل ذنبا هو (٢٨ أ) وآخر فينسبه إليه دونه.
وقال متكلّف آخر فيما أرى:
١٤٥ - (فأصبحت بعد خطّ بهجتها ... كأنّ قفرا رسومها قلما)
هذا على التأخير والتقديم، تقديره: فأصبحت بعد بهجتها قفرا كأنّ قلمًا خطّ رسومها.
فقفرًا: خبر أصبحت، وقلمًا: اسم كأنّ، وخطّ: خبرها، ورسومها: مفعول خطّ.
وتقديم (خطّ) الذي هو خبر كأن عليها لحنٌ فاحشٌ، والفصل به بين أصبحت وخبرها، والفصل بخبر أصبحت بين كأنّ وتابعها أفحش.
1 / 70