وقال ملغز آخر:
٢٣ - (إذا ما كنت في أرض غريبًا ... يصيد بها ضراغمها البغاث)
(فكن ذا بزة فالمرء تزري ... به في الحي أثواب رثاث)
الرواية بضم الضراغم والبغاث معا.
ووجه ذلك أنه رفع البغاث، وهي ضعاف الطير، ب (يصيد)، والجملة في موضع جر صفة للأرض، وقد حذف العائد إليها.
و(ضراغمها) (٧ ب) مبتدأ، و(بها) الموجودة في البيت خبره، والجملة في موضع الحال من (البغاث)، وحذف الواو مستغنيا بالضمير عنه، نظير قول المسيب بن علس:
(نصف النهار الماء غامره ... ورفيقه بالغيب لا يدري)
يصف صائدا غائصا في الماء.
تقديره: إذا ما كنت في أرض تصيدها البغاث، وبها ضراغمها.
ويجوز أن تكون الجملة صفة أخرى لأرض، والمعنى: أنك إذا كنت بأرض تصيدها الضعاف وهناك أقدر منها فاستعمل الحذر واعتد ببزة.
وقال ملغز متعسف:
٢٤ - (ولولا الكريم أبو مخلد ... أخو ثقة لم يغثني مغيثا)
(ولا كنت إلا لقى لا أحسُّ ... وهل في البرية إلا خبيثا)
(الكريم) مبتدأ محذوف الخبر عند البصري، وفاعل (لولا) عند الكوفي و(أبو مخلد) بدل من الكريم أو عطف بيان.
و(أخو ثقة) فاعل فعل محذوف هو جواب لولا، تفسيره: لم يغثني.
وفي نصب مغيث وجهان: أحدهما: هو مصدر، كقوله: قم قائما.
والثاني: هو حال مؤكدة، كقوله تعالى: ﴿ويوم ابعث حيا﴾،
تقديره: لولا أبو مخلد لم يغثني أخو ثقة إغاثة.
واللقى: الشيء الملقى.
و(أحس) فعل لم يسم فاعله، وفيه ضمير قام مقام الفاعل.
و(خبيثا) نصب على الحال من المضمر في (أحس) .
(وهل): فعل ماض مسكن اللام، معناه: ذهب وهمي إليه وأنا أريد غيره، وقد اسقط منه حرف
1 / 26