Komawar Musulmai Bautar Gunki: Gano Matsalar Kafin Gyara
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Nau'ikan
حتى رأوا في وجهه ظلالا - يعني تلونا - ثم قال: ويحك أرسلني، قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في مواليي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة، وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : هم لك.»
وسيلحظ القارئ هنا أن مرجعي بكتابي كان نعم الطبري، لكنه كان طبعة قديمة تركتها بقريتي بعد نزوحي للقاهرة وهي المعتمدة بكتابي «حروب دولة الرسول»؛ لذلك اشتريت طبعة جديدة، لكن صاحبنا وللغرابة الشديدة علم بالطبعة القديمة مثلي تماما، والتي جاء فيها الموضوع بالجزء الثاني، ولكن ليس كما ذكر ص480 لأن هكذا يصل اختلاف الصفحات عن طبعة الطبري اللبنانية التي اشتريتها حديثا بالمجلد الثاني ص49 بحوالي 431 صفحة، وهو فارق هائل لا يمكن حدوثه، والسر فيه خطأ مطبعي ورد عندي في حاشيتي عن طبعة دار المعارف القديمة للطبري، فقد جاء رقم الصفحة في الحاشية بزيادة صفر، فبدلا من ص48 طبعها الطابع 480، ويكون الفارق في الأصل بين الطبعتين المصرية واللبنانية صفحة واحدة. ولأن صاحبنا لا يعرف كوعه من بوعه، نقلها كما هي ص480، بينما العارف بكتب التراث الإسلامي يستطيع بمجرد التخمين أن يقول لك إن هذه الحادثة بأي باب وربما بأي فصل، وبأي جزء، وما أعلمه فقط بالخبرة، أن ص480 بالطبري لا بد أن تكون زمن الفتوحات الكبرى، لكن صاحبنا ينقل أحداثا حدثت زمن النبوة إلى أحداث زمن الفتوحات الكبرى بغلطة مطبعية حدثت في كتابي أنا بالذات، والمصادر بنصوصها بريئة من هذا الخطأ.
يحكي لنا في الموضوع ذاته عن عملية اغتيال أبي رافع سلام بن الحقيق فيقول عن السرية الإسلامية التي خرج أصحابها لتنفيذ المهمة: «فخرج من الخزرج من بني سلمة خمسة نفر: عبد الله بن عتيك، مسعود بن سنان، عبد الله بن أنيس، أبو قتادة الحارث بن ربعي وخزاعي بن أسود حليف لهم ... حتى إذا قدموا خيبر أتوا دار ابن أبي الحقيق ليلا ... ثم يروي راويهم ... فلما دخلنا عليه أغلقنا عليه وعلينا الغرفة، فابتدرناه وهو على فراشه بأسيافنا، فوالله ما يدلنا عليه في سواد الليل إلا بياضه، كأنه قبطية ملقاة ... وتحامل عليه عبد الله بن أنيس بسيفه فأدخله في بطنه حتى أنفذه. وهو يقول: قطني قطني ... إلخ (ابن كثير، مج4، ص139-142)»
بالطبع لا يمكن أن يشكل هذا المقطع أربع صفحات كاملة ص139-142 من ابن كثير في طبعته اللبنانية الدبل؛ أي أنها في الحجم ضعف الكتاب الجاير العادي مرتين، أي تساوي ثماني صفحات في طبعة مصر. المهم أن نقف مع النقاط الأفقية، والتي أهملت أنا فيها قول ابن كثير طبعة دار الكتب العلمية بيروت ص140: «ونهاهم (أي النبي) أن يقتلوا وليدا أو امرأة»؛ وذلك لأني كتبت في كتابي نقلا عن المصادر الإسلامية ذاتها أن جيش المسلمين قتل الأولاد في قريظة والنساء في أكثر من موقعة كوقعة زيد بفراره، واعتبرت العبارة تزيدا من ابن كثير؛ لذلك أهملته وهو ما جاء عنده مهملا بدوره. أما محل النقاط الثاني فقد أهملت تفاصيل لا تشغل القارئ، ونصها: «فلم يدعوا بيتا فى الدار حتى أغلقوه على أهله، قال: وكان في علية له إليها عجلة، قال فأسندوا إليها حتى قاموا على بابه فاستأذنوا فخرجت إليهم امرأته فقالت: من أنتم؟ قالوا: أناس من العرب نلتمس الميرة، قالت ذا صاحبكم فادخلوا عليه، فلما دخلنا أغلقنا عليه وعلينا الحجرة.» هذا نص الكلام الذي أهملته، وهو بالتمام والكمال بالحرف ما أهمله الشيخ سلامة رجل العلمانية المقدام.
وقوله: «كأنه قطنة ملقاة» علامة على البياض نقلها عني خطأ؛ لأنها بكتابي: «كأنه قبطية ملقاة»، والقبطية هي صناعة مصرية منسوبة لأقباطها ويسميها العامة قفطانا، وكانت نسيجا فاخرا من الكتان تمكن المصريون القدماء من تحويله إلى حرير أبيض لامع كالنسيج المعروف اليوم بالساتان.
الطريف أني عندما انتقلت من راو إلى آخر داخل النص ذاته قلت هكذا: «... ثم يروي راويهم»، لكن صاحبنا يأخذها كما لو كانت ضمن نص ابن كثير! وينص على أن ابن كثير قد قال: «... ثم يروي راويهم ...» وهو ما لم يقله لا ابن كثير ولا ابن قليل، قائله هو سيد القمني.
ومحل النقاط الأخيرة بعد قوله: «كأنه قطنة ملقاة» أهملت نص ابن كثير: «فلما صاحت بنا امرأته جعل الرجل يرفع عليها سيفه ثم يذكر نهي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
فيكف يده ولولا ذلك لفرغنا منها بليل» (ص140، ج4)، وهو النص ذاته الذي أهمله صاحبنا بدوره.
Shafi da ba'a sani ba