Komawar Musulmai Bautar Gunki: Gano Matsalar Kafin Gyara
انتكاسة المسلمين إلى الوثنية: التشخيص قبل الإصلاح
Nau'ikan
حين فعل ذلك أبو سفيان وأصحاب العير بأحابيشها، ومن تابعها من بني كنانة وأهل تهامة وخرجوا بالظعن - أي النساء - التماس الحفيظة، وألا يفروا» (ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص11 و12). وحتى يدقق القارئ أضيف له ما ورد عندي في الحاشية من معلومات النشر كي لا يذهب لطبعة أخرى مختلفة. الناشر دار الكتب العلمية، وبلد النشر بيروت، الطبعة الرابعة الصادرة سنة 1988م، ص11و 12.
الفواصل بالنقاط في كلام السيد الحرامي عددها ثلاثة فواصل، الفاصل الأول أهملت فيه «ورجع أبو سفيان بعيره» ووضعت بدلا منها هذه النقاط لأني سبق وحكيت عن موضوع أبي سفيان، فقمت بإسقاطها ووضعت النقاط محلها، والفاصل الثاني أهملت فيه ما ورد عند ابن كثير: «عبد الله ابن أبي ربيعة وعكرمة ابن أبي جهل وصفوان بن أمية»، وهو ما فعله الحرامي بدوره، والفاصل الثالث، أهمل سطورا طويلة عددها ستة عشر سطرا حتى «وخرجوا معهم بالظعن - النساء - التماس الحفيظة وألا يفروا»، وهي السطور ذاتها التي أهملها الشيخ سلامة حرفا حرفا وكلمة كلمة، وكلمة النساء هنا ليست في نص ابن كثير إنما تعبير شارح من عندي؛ لذلك وضعتها بين شرطتين داخل نص ابن كثير ككلمة اعتراضية من الباحث شارحة لمعنى الظعن، وهو ما أخذه صاحبنا محتسبا إياه من كلام ابن كثير.
تعالوا ننتقل نقلة أخرى داخل الموضوع ذاته وما كتبه حول اغتيال المسلمين لسيد النضير «كعب بن الأشرف» ويروي الرواية التي أخذتها عن ابن كثير، ويهمل ما أهملته نفسه بالتدقيق المبين ، لنقرأ معا النص الذي يزعم أنه أخذه عن ابن كثير بينما هو لا يعلم شكل كتاب ابن كثير يقينا. يقول الشيخ سلامة نصا: «حين قال كعب: أترون أن محمدا قتل هؤلاء؟ ... فهؤلاء أشراف العرب وملوك الأرض! والله لئن كان محمد قد أصاب هؤلاء القوم، لبطن الأرض خير من ظاهرها» (ابن كثير، ج4، ص8). ولو رجعنا إلى النص الأصلي بكتاب ابن كثير ص8 لن نجد هذا الكلام بالمرة، فهناك حكاية أخرى، إنما سنجده ص7 نهاية الفقرة الأولى وسنجده غير ذلك بالمرة؛ فالنص هو: «وقال محمد بن إسحاق كان من حديث كعب بن الأشرف وكان رجلا من طيء أحد بني نبهان، وأمه من بني نضير، إنه لما بلغه الخبر عن مقتل أهل بدر حين قدم زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة، قال: والله لئن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.»
فمن أين أتى الحرامي بهذا الكلام؟ أتى به من كتابي حروب دولة الرسول الجزء الثاني ص240، وقد أخذته عن السهيلي في شرح وتفسير السيرة النبوية لابن هشام في كتابه «الروض الأنف»، طبعة دار المعرفة، بيروت، عام 1978م، المجلد الثالث، ص139 و140، فكيف نسبها الشيخ سلامة لابن كثير؟ لأنه أخطأ النظر في حاشية كتابي فسجل الهامش الثاني بدلا من الأول كمصدر وقال إنه: «ابن كثير البداية والنهاية، ج4، ص8»، بينما هو في الروض الأنف للسهيلي. حتى علامات التعجب والاستفهام التي وضعتها في سياق هذا النص أو غيره، وضعها في المكان ذاته، ولم تكن في أصل النص لا عند السهيلي ولا ابن كثير ولا ابن أي أحد! هي عند ابن القمني فقط.
ويستكمل نقلا عن السهيلي، وهو لا يعرف قطعا من هو السهيلي، ليقول: «إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قال: اللهم اكفني ابن الأشرف، فقال له محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله أقتله، فقام محمد بن مسلمة منقلبا إلى أهله، فلقي سلكان بن سلامة ... فقال له محمد بن مسلمة إن رسول الله قد أمرني بقتل ابن الأشرف، وأنت نديمه في الجاهلية ولن يأمن غيرك فأخرجه إلي لأقتله .. فخرج سلكان .. إلخ».
وبالرجوع إلى السهيلي (سبقت الإشارة لمعلومات النشر) مج3 ص200 في الجزء الثالث ستجدها كلها قصيدة شعرية لا علاقة لها بالموضوع من قريب أو بعيد، ويضيف مصدرا إضافيا موجودا في حواشي كتابي ص241 هو «البيهقي ج3، ص191، 192» وهو المصدر السليم، أما المصدر الذي أشار إليه عند السهيلي فخطأ مطبعي ورد عندي على السطر ذاته الوارد عند البيهقي، فنقله عني كما هو، أما المسافات المنقوطة فمكانها في النص خمسة أسطر أهملتها فأهملها بدوره في الصفحات 189 و190 بالتحديد من كتاب البيهقي: دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، توثيق د. عبد المعطي قلعجي، نشر دار الريان للتراث، القاهرة، الطبعة الأولى، سنة 1988م.
وروى أربعة أبيات من الشعر للصحابي كعب بن مالك شماتة بمقتل كعب بن الأشرف، كنت قد انتقيتها من السهيلي من بين الأبيات التي قيلت في هذه المناسبة، ومن قصيدة من بين 7 قصائد من المطولات، واخترت القصيدة المذكورة ص244 من الجزء الثالث وعدد أبياتها عشرون بيتا، واخترت من العشرين بيتا ما يناسب خطتي وأهدافي وحسي الفني الشعري وما يناسب ذوقي. أبيات أربعة ترتيبها في القصيدة من البيت الحادي عشر إلى الرابع عشر، وهي الأبيات ذاتها التي استشهد بها صاحبنا دون بقية القصيدة وكل القصائد الأخرى، الرجل يعرف حتى مزاجي الشعري وما يرضي ذائقتي منه.
يتابع الأستاذ المقدام المادي وينقل عني قول البيهقي: «وكان كعب يكنى أبو نائلة، فقالت امرأته: لا تنزل يا أبا نائلة إنه قاتلك، فقال ما كان أخي يأتيني إلا بخير، ولو يدعى الفتى لطعنه لأجاب ... وأدخل سلطان يده في رأس كعب ... إلخ.» محل النقاط الأفقية كنت أهملت خمسة أسطر لألتزم خطتي، ففعل الشيخ سلامة الفعل ذاته.
Shafi da ba'a sani ba