Intihaziyyun La Yadkhulun Janna
الانتهازيون لا يدخلون الجنة: مسرحيات مختارة
Nau'ikan
المريض :
قلت لك أنت السبب. بدأت ألاحظ أنها لا تكف عن ترديد اسمك. كلما عدت في آخر الليل مهدودا من التعب تقول: ليتني تزوجت محمدا. وأقول لها: ألا تخجلين من ذكر اسمه أمامي؟ فترد علي: بل أنت الذي تخجل منه. تثور عندما يذكرك أحد بشبابه وأحلامه وحبه القديم. حتى بعد أن بنيت لها الفيلا على شاطئ النيل واشتريت لها العربة ظلت تحلم بالحياة معك. وبعد أن أنجبنا «أحلام» لم تتورع عن الكلام عنك وإلقاء سمومها في وجهي: لو كنت محمد دربالة لاهتممت بها ورعيتها. وأصرخ في وجهها: لمن أتعب وأشقى إلا لها ولك؟ لمن بنيت الفيلا؟ فتواصل كالنمرة المفترسة: كنت سعيدة معه في حجرته المظلمة. وأصيح من جديد: في ذلك القبر؟ فتثبت عينيها في: كانت الحياة فيها جنة. كنا سعداء ومستورين. وتركتني يا محمد بعد أن ماتت أحلام.
محمد :
إلى أين تركتك؟
المريض :
ثرت عليه ومددت يدي أريد أن أصفعه. صحت في ثورة عارمة: تسألني إلى أين؟ هجرتني وجاءت إليك، فضلت أن تعيش معك في هذا القبر. أجاب وهو يبتسم في سخرية.
محمد :
ألم تقل إنه جنة؟
المريض :
هي التي قالت هذا. هي التي فضلت الحياة في جنتك الرطبة المظلمة على الحياة في الفيلا. هي التي هجرتني وجاءت إلى هذا القبر. لمعت ابتسامته على فمه كأنها عين ثعبان لئيم.
Shafi da ba'a sani ba