في تاريخ التسامح الديني في الإسلام، يطعن فيه المستشرقون المتعصبون وبخاصة المبشرين منهم، بأن مؤلفه كان مندفعًا بعاطفة قوية من الحب والعطف على المسلمين، مع أنه لم يذكر فيه حادثة إلا أرجعها إلى مصدرها.
ومن هؤلاء من يؤدي بهم البحث الخالص لوجه الحق إلى اعتناق الإسلام والدفاع عنه في أوساط أقوامهم الغربيين، كما فعل المستشرق الفرنسي الفنان "دينيه" الذي عاش في الجزائر، فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه وتسمى باسم: "ناصر الدين دينيه" وألف مع عالم جزائري كتابًا عن سيرة الرسول ﷺ وله كتاب "أشعة خاصة بنور الإسلام" بين فيه تحامل قومه على الإسلام ورسوله، وقد توفي هذا المستشرق المسلم في فرنسا، ونقل جثمانه إلى الجزائر ودفن فيها١.
١ انظر: "المستشرقون ما لهم وما عليهم" للدكتور مصطفى السباعي.
وسائل الاستشراق:
لم يترك المستشرقون وسيلة لنشر أبحاثهم وبث آرائهم إلا سلكوها، ومنها:
١- تأليف الكتب في موضوعات مختلفة عن الإسلام واتجاهاته ورسوله وقرآنه، وفي أكثرها كثير من التحريف المتعمد في نقل النصوص أو ابتسارها وفي فهم الوقائع التاريخية والاستنتاج منها.
٢- إرساليات التبشير إلى العالم الإسلامي لتزاول أعمالًا إنسانية في الظاهر كالمستشفيات والجمعيات والمدارس والملاجئ والمياتم، ودور الضيافة كجميعات الشبان المسيحية وأشباهها.
٣- إلقاء المحاضرات في الجامعات والجمعيات العلمية، ومن المؤسف أن